وقال وزير الحج والعمرة، محمد صالح بن طاهر بنتن، إن "المملكة قلقة بشأن سلامة الحجاج، وحث الناس على "التريث قبل إبرام عقود الحج".
ومع استمرار تعليق العمرة إلى أجل غير مسمى، تزداد المخاوف في العالم الإسلامي بشأن إمكانية إلغاء أداء فريضة الحج هذا العام، كإجراء احترازي يهدف إلى الحد من انتشار فيروس كورونا".
وقال محمد صالح بن طاهر بنتن للتلفزيون السعودي الرسمي: "السعودية مستعدة بشكل كامل لخدمة الحجاج والمعتمرين".
وأضاف: "لكن في ظل الظروف الحالية، نحن نتحدث عن جائحة عالمية، جائحة نسأل الله السلامة منها، وتحرص المملكة على الحفاظ على صحة المسلمين والمواطنين".
وقال: "لذا طلبنا من إخواننا المسلمين في جميع دول العالم التريث قبل إبرام أي عقود (مع شركات تنظيم الرحلات السياحية) حتى تتضح الرؤية".
وأضاف أن وزارتي الحج والصحة تجريان أعمال تفتيش للفنادق التي تستخدم حاليا لإيواء المعتمرين الذين كانوا يؤدون العُمرة قبل تعليقها، ثم أُمروا بالعزل الذاتي أو الذين لم يتمكنوا من العودة إلى بلادهم.
كما قال الوزير إنه في الوقت الحالي، سيجري تعويض الأشخاص الذين اشتروا تأشيرات عُمرة، ولم يتمكنوا من استخدامها.
خطوة مهمة
وأضاف في تصريحات لـ "سبوتنيك"، أن "هذه الخطوة التي أقدم عليها وزير الحج تأتي في إطار الإجراءات التي يتم اتخاذها من قبل المملكة التي تحرص على سلامة الجميع".
وتابع: "من الصعب تفسير الأمر باعتباره إلغاء لموسم الحج، إلى الآن لم تتضح الرؤية بعد، يجرى الآن متابعة جائحة كورونا، وأعداد المصابين والمتوفيين، وكذلك الدول التي تزداد فيها بشكل كبير، والأخرى التي تتقلص بها".
وأكد أن "هناك 3 أشهر فاصلة حتى موعد الحج القادم، وكل السيناريوهات مطروحة، وتتوقف على مدى انتشار أو انحصار فيروس كورونا في العالم".
إيقاف مؤقت
من جانبه قال الدكتور شاهر النهاري، المحلل السياسي السعودي إن "أشهر قليلة تفصلنا على موسم الحج، وهناك العديد من الإجراءات التي تتطلب من المواطنين الراغبين في آداء الفريضة إلى النزول للسفارات والهيئات المختصة، والتزاحم عليها من أجل الانتهاء من الأوراق المطلوبة".
وتابع: "ماذا لو زادت فترة الحجر الصحي لشهر، أو شهرين، وهذا ما تشير إليه معظم الدراسات الصحية الدولية، ستذهب كل الترتيبات هباءً، وذلك بسبب إيقاف عملية الحج بعد اتخاذ كل هذه الإجراءات الشاقة، سيتأثر الحجيج بشكل سلبي على المستوى النفسي".
وأشار إلى أن "ما قامت به المملكة إجراءات لتعطيل ترتيبات الحج يعد عملًا إنسانيًا، ويدل على عدم الرغبة في زيادة المرضى والمصابيين".
ومضى قائلًا: "في النهاية لا نتمنى أن يحدث إلغاء لموسم الحج، وأن يزول فيروس الكورونا قبل بدء الموسم، ليعودة مرة أخرى الحجيج إلى المملكة للطواف، لكن سلامة المواطنين في النهاية مهمة وتسعى المملكة إلى الحفاظ عليها".
كورونا في المملكة
أعلنت المملكة العربية السعودية، أمس الأربعاء تسجيل 6 وفيات جديدة بفيروس كورونا المستجد، الذي تحول إلى وباء عالمي (جائحة)، وذكرت وكالة الأنباء السعودية (واس)، أن عدد حالات الوفاة في المملكة ارتفع إلى 16 حالة.
وأعلنت وزارة الصحة السعودية، الثلاثاء، تسجيل 110 حالات جديدة مصابة بفيروس كورونا، ليرتفع إجمالي الإصابات في المملكة إلى 1563 حالة منذ ظهور الوباء العالمي، مشيرة إلى أنه "تم تسجيل 50 حالة شفاء جديدة، ليرتفع عدد المتعافين إلى 165 حالة".
كما أعلنت الوزارة تفاصيل حالات كورونا التي تم الإعلان عنها في المملكة، والتي جاء فيها أن 108 حالات تم رصدها في 15 مدينة سعودية.
ويؤدي زهاء 2.5 مليون مسلم فريضة الحج سنويا.
وبداية مارس الجاري أعلنت وزارة الخارجية السعودية تعليق دخول الراغبين في أداء العمرة إلى أراضيها، كإجراء استباقي مؤقت؛ لمنع انتشار فيروس كورونا الجديد بين المعتمرين.
جاء هذا القرار بعد تزايد حالات الإصابة بالفيروس الغامض في عدد من الدول العربية وتمدده في الشرق الأوسط.