يشكل الموقع الجغرافي لبلدة "منين" التابعة لمنطقة التل بريف دمشق الملاصق للحدود السورية اللبنانية، عاملا رئيسيا في اتخاذ وزارة الصحة قرارا يقضي بعزل البلدة، الذي جاء بعد وفاة سيدة سبعينية نتيجة إصابتها بفيروس كورونا المستجد، دون أن يتم تشخيص الحالة قبل الوفاة، مما يرجح وجود المزيد من الإصابات بين السكان الذين تفصلهم عن العاصمة دمشق بضع كيلومترات.
وفي تصريح لمراسل "سبوتنيك" حمل عضو مجلس بلدة "منين" بشار محيسن، مشفى "الأسد" الجامعي المسؤولية الصحية التي يمكن أن تترتب على انتشار فيروس كورونا في البلدة، كون تأكيد إصابة (جميلة دبو) بفيروس كورونا تلا حادثة الوفاة بعد ثلاثة أيام، مما منع ذويها وأقربائها من اتخاذ إجراءات الحماية والحجر لحظة الوفاة وهذا قد يساعد على انتشار الفيروس في البلدة التي تشهد علاقات أسرية وترابط بين معظم سكانها، وبناء على هذه الحقيقة تم اتخاذ قرار من الوجهاء عبر الطلب من السلطات السورية عزل البلدة ريثما يتم التأكد من مدى انتشار الوباء.
وأضاف محيسن: أن إجراءات التشييع للمتوفاة البالغة من العمر 75عاما، جرت بشكل طبيعي في البلدة وتم اتخاذ كافة الإجراءات الصحية اللازمة التي حددتها وزارة الصحة، حيث أرسلت ثلاثة مندوبين، كما تم التقيد بعدم فتح عزاء داخل البلدة.
وقامت وزارة الصحة بأخذ عينات لعدد من أفراد العائلة ومن أقارب المتوفاة وهم الآن في حالة حجر صحي ريثما تظهر النتائج، وبالنسبة للبلدة وتأمين حاجياتها فقد تم التنسيق مع محافظة ريف دمشق وسيتم من خلالها تأمين كافة المتطلبات عبر سيارات السورية للتجارة التي ستدخل البلدة ضمن إجراءات وقائية.
وفي السياق ذاته أكد مصدر أهلي في البلدة لـ"سبوتينك"، دخول عدد من السوريين المقيمين في الخارج إلى بلدة منين، بشكل غير شرعي من الأراضي اللبنانية المحاذية لريف دمشق الغربي، وذلك عبر السلسلة الجبلية التي تقع بالقرب من البلدة، وهي ربما ساهمت في نقل العدوى للمتوفاة ولحالات أخرى لم تظهر نتائجها حتى الآن، لكون التشخيص المرضي للمتوفاة كان خاطئا، وكونها راجعت المستشفى عدة مرات دون أي تشخيص صحيح للأعراض بسبب سنها ومعاناتها من عدة أعراض، وأشار المصدر إلى أن قرار العزل ضروري ومطلب محلي، والخطأ الطبي بدأً من تشخيص الحالة وصولاً للتأخير في إعلان الإصابة بفيروس كورونا.
وتعد حادثة عزل البلدة هي الأولى من نوعها في سوريا منذ انتشار فيروس كورونا، حيث اقتصرت إجراءات الحكومة السورية على مراكز عزل وحجر.
يعد مشفى "الأسد" الجامعي واحدا من أرقى المشافي الحكومية العامة في سوريا، وهو يتبع لوزارة التعليم العالي، ويمتد على مساحة واسعة وسط العاصمة دمشق، ويصنف كادره على أنه أحد أكثر الخبرات الطبية في البلاد، كما أنه يحوي على أقسام متخصصة وتجهيزات متطورة رغم المصاعب التي تواجه القطاع الصحي السوري جراء الحصار الذي يضربه الغرب على سوريا.