واتنقلت إيراتي من إسبانيا للعيش في روسيا منذ ست سنوات بفضل قصة حب، وهي الآن تعيش مع صديقها في مدينة فورونيج جنوب غربي روسيا.
وبدأت الممرضة مهنتها في إسبانيا كما اعترفت أنها درست في الكلية من دون اهتمام، لكن هذا الأمر تغير بعد أن باشرت عملها، وقالت: أتذكر كم كان من المثير فحص الخلايا الطلائية، فيمكن معرفة إن كان الشخص مريضا أم لا...".
وأشارت إيراتي إلى أنها درست اللغة الروسية منذ الطفولة والآن تتحدث بها بطلاقة، كما تعمل بتخصصها في مختبر التشخيص السريري بدءا من عام 2018.
وعندما بدأ فيروس "كورونا" المستجد بالانتشار، وقع على عاتق إيراتي فحص المواطنين في عشرات القرى المجاورة لمكان عملها.
وأشارت الممرضة: وظيفتي أن آخذ مسحات الأنف والحلق وإرسالها إلى المختبر، وأنا أستيقظ حوالي السادسة صباحًا، ثم أذهب إلى المختبر، وأعد حقيبة تحتوي على جميع المواد اللازمة، قبل السفر إلى قرى منطقة نوفغورود".
وتابعت إيراتي: "أحمل في حقيبتي أنابيب ومناديل مضادة للبكتيريا ومحاقن وكلوريد الصوديوم وقلم وأقنعة وقفازات وعلبة للتخلص من المواد المستخدمة".
وترتدي إيراتي بدلة خاصة مضادة للأوبئة بالإضافة إلى الأقنعة والقفازات والقبعة والأحذية التي تصل حتى الركبة تقريبا وجهاز للتنفس.
وتفحص إيراتي نحو 17 شخصا في اليوم وفي كل مرة عليها استبدال البدلة، وتأخذ جميع مسحات الأنف والبلعوم في المنزل، لأن السكان يلتزمون الحجر الصحي. وتنبه الأشخاص مسبقًا بعدم الشرب أو الأكل أو تنظيف الأسنان قبل إجراء الفحص.
وفي بعض الأحيان يرفض السكان من أن تدخل إيراتي منزلهم خوفا من العدوى، لكن هذا يحدث نادرا.
وخلصت إيراتي: "أنا لست نادمة لاختياري هذه الوظيفة. بل أنا فخورة. رغم أنني لا أساعد الناس بشكل مباشر، لكنني أكشف عن الفيروس، فهذه مساهمتي. أساعد الأطباء، لأنه لا يوجد مكان في الطب بدون مختبرات، والمساعدة ليست علاجا، لكنها أيضا مهمة جدا وضرورية اليوم".