نشرت الإدراة العامة للمجاهدين على صفحتها الرسمية في موقع "تويتر" فيديو يتحدث عن الجهود التي تقوم بها الإدارة لمساندة السلطات السعودية في تطبيق الإجراءات التي قررتها المملكة.
من هم المجاهدون؟
يتردد بين الحين والآخر اسم الإدارة العامة للمجاهدين في المملكة العربية السعودية، ولمعرفة من هم في الواقع وأبرز المهام المنوطة بهذه الإدارة اتصلت وكالة "سبوتنيك" برئيسة تحرير مجلة "غولدن بريس" الدكتورة غادة طنطاوي، التي زودتنا بلمحة تاريخية عن هذه الإدارة وماهيتها.
تقول طنطاوي: الإدارة العامة للمجاهدين، إدارة أنشئت بوزارة الداخلية في عهد الملك عبد العزيز، من المحاربين القدامى، و كانوا بمثابة الجيش والأمن العام آنذاك، وكان يطلق عليهم (أهل الجهاد).
وتتابع: وبعد أن استقرت الأمور وتوحدت البلاد واستتب الأمن، بدأت الدولة في تكوين أجهزة تُعنى بشؤون الحكم ومنها الشؤون العسكرية، ومن بينهم (أهل الجهاد) الذين شاركوا تحت قيادته في توحيد البلاد، فجعلهم من خاصته ونظّم شؤونهم.
الاستعانة بإدارة المجاهدين
وترى الباحثة السعودية طنطاوي أن السلطات تستعين بجهود إدارة المجاهدين في ظل جائحة كورونا لأنها فرق قديمة على دراية بجميع منافذ البلد وقوانينها، وبأنها الآن تساند الأجهزة الأمنية خصوصا في نقاط منع التجول لتنفيذ التدابير والإجراءات الوقائية ضد كورونا.
المهام المنوطة بالإدارة
تكشف الخبيرة طنطاوي عن أن الإدارة العامة للمجاهدين لعبت دورا تاريخيا في المملكة، حيث أنها تلك الفرقة المعروفة من أهل العارض ومن بعض ما حولها من المناطق، ساندت الملك المؤسس عبد العزيز في استعادة مدينة الرياض، كما أنها كانت تعتبر أكبر قوة عسكرية في شبه الجزيرة العربية حيث بلغ قوامها (76500) مقاتل.
وتنوه الدكتورة غادة إلى أن هذه القوة لم تشكل أي أعباء مالية على الدولة إذ كانوا يتكفلون بأسلحتهم وعتادهم، وقد ساهمت تلك القوة في توحيد البلاد، ثم بدأت مرحلة أكثر تنظيماً، وبدأ ما يعرف بالهجانة، وهي مزيج من التنظيم العسكري والتقاليد البدوية ثم أضيفت إليها بعض الفرق التي بقيت في الحجاز عندما انتهت الحرب فيها.
وتضيف: ثم أوكل عمل الهجانة إلى مكتب أهل الجهاد الذي كان قائما في الديوان الملكي، وقد أشرف هذا المكتب على ألوية المجاهدين التي شكلت من الهجانة التي تم إلغاؤها لاحقا.
إدارات أخرى تعاون السلطات
وأكدت الخبيرة السعودية أن جميع أجهزة الدولة حاليا تتعاون وتوحد جهودها لمكافحة فيروس كورونا، وكل حسب أهميته ودوره في ظل الظروف الحالية، وتوضح: بالدرجة الأولى وزارة الصحة التي تتخذ القرارات بناءً على إحصاء عدد المصابين والوفيات، ثم وزارة الداخلية المناطة بتوزيع المهام على رجال الدولة، ثم يأتي دور الأمن العام في تنفيذ تلك القرارات، ثم المنشآت التجارية التي وفرت جميع السلع الغذائية للأفراد.
وتكمل طنطاوي: هنا يأتي دور الإعلام في نشر الوعي وتزويد الشعب بالمعلومات الصحيحة حتى يعي الجميع حجم الأزمة، وأخيرًا بالطبع، الشعب الذي التزم بقرارات الحجر الصحي وكان حريصًا عليها. يعني هي منظومة متكاملة تبدأ بالدولة وتنتهي بالأفراد.