ولجأ عدد كبير من الطلاب إلى منظمة الدراسة عبر الإنترنت عن بعد، ولكن ماذا عن أولئك الذين تركتهم كورونا من دون تعليم عن بعد أو إنترنت، ما فعلوا؟
نشرت وكالة "أسوشيتد برس" الأمريكية تقريرا تطرقت فيه إلى معاناة الملايين من الطلاب حول العالم من توقفهم عن التعليم، بسبب الإجراءات الاحترازية لمواجهة فيروس كورونا.
ورصد التقرير معاناة طلاب في ولايات ومدن أمريكية عديدة من عدم تمكنهم من الحصول على الدراسة عبر الإنترنت، بسبب ضعف البنية التحتية في تلك المدارس أو ضعف منظومة التعليم عبر الإنترنت في ولاياتهم.
وأفادت الوكالة إن عددا كبيرا من المعلمين في الولايات المتحدة يواجهون معاناة كبيرة في التواصل مع الآلاف من الطلاب، الذين يواجهون أوضاع مادية صعية.
ولفتت إلى أن عددا كبيرا من الطلاب بدون أجهزة كمبيوتر أو اتصال بالإنترنت، بالإضافة إلى أن عدد آخر لديهم وسائل تشتيت عديدة، مثل اشتراك أكثر من شقيق في جهاز كمبيوتر واحد.
ونقلت الوكالة الأمريكية عن إيان روزنبلوم، المدير التنفيذي لمؤسسة "ذا إيديوكشين تراست" (التعليم الموثوق) في نيويورك: "الوباء يمثل أزمة إنصاف في التعليم، فالطلاب الفقراء هم أكثر من يعانون من نقص التعليم في الأوقات العادية، فما بالك في هذا الظرف الاستثنائي".
وحتى في الولايات والمدن الأمريكية الغنية، مثل نيويورك، واجهت مشاكل في تعليم الطلاب، فبعد إقراض الطلاب عشرات الآلاف من الحاسبات اللوحية والمحمولة، إلا أنها تعاني مشكلة في التعليم عن بعد عبر الإنترنت، بسبب قصور قواعد البيانات، ونفس الأمر بالنسبة لولاية لوس أنجلوس، ثاني أكبر الولايات الأمريكية، حيث لم يسجل فيها إلا 40% من طلاب المدارس الابتدائية عبر الإنترنت.
وقالت الوكالة الأمريكية، إذا كان هذا هو الأمر في الولايات المتحدة التي تعد واحدة من أكبر الدول قدرة مادية في النظم التعليمية، فما بالك بعدد من الدول النامية والفقيرة، فكيف سيكون مستقبل الطلاب فيها، إن الأمر أشبه بمأساة.
وقالت الوكالة الأمريكية إنه حتى الآن "بعض التعليم أفضل من لا شيء، فهذا هو الشعار التي ترفعه عدد كبير من الدول الفقيرة في تلك الفترات الحرجة التي قررت إلغاء العام الدراسي بشكل كامل".