ويأتي هذا التدهور في الأسعار على الرغم من اتفاق تحالف أوبك+، لكن عدم إعلان الدول التي لم تنضم إلى هذا التحالف بتخفيض إنتاجها، ألقى بأثره على الأسعار.
ويكمل: "هذه التخمة تترافق مع أن الولايات المتحدة تعاني مثل دول العالم، من التدهور الشديد في الطلب العالمي على النفط، والذي يقابله معروض كبير من النفط لذلك من الطبيعي أن يؤثر هذا الفائض على الأسعار نحو الانخفاض".
وأكد المستشار النفطي السعودي أن "الاتفاق الأخير لأوبك+ لم يكن كافي لسحب الفائض، وكان من المفترض أن تنضم إلى التخفيض دول أخرى مثل الولايات المتحدة والنرويج وكندا والبرازيل، لكنهم لم يقوموا بذلك، حيث أن أمريكا تحججت بأن إنتاجها سينخفض بشكل تلقائي، لكن هذا لم يحدث، لأنه كان قائما على افتراض بأن الأسعار الحالية للنفط الأميريك ستستمر بنفس الوتيرة حتى نهاية العام".
عقود مايو
وعن هبوط أسعار عقود شهر مايو/ أيار يقول الخبير النفطي: "في شهر مايو يدخل اتفاق أوبك + حيز التنفيذ وتنتهي الحرب السعرية، حيث سيكون إنتاج أرامكو بحدود 8.5 مليون برميل يوميا، إلا أن شهر مايو فيه فائض كبير من المعروض، يرافقه إجراءات إغلاق الاقتصاد العالمي".
ويكمل الصبان: "سيكون هناك إجراءات فتح تدريجي للاقتصاد العالمي، بدءا من الصين والولايات المتحدة وبعض الدول الأوروبية، ما قد يرفع معدلات الطلب على النفط، والتي قد يظهر أثرها في شهر يونيو/ حزيران، وهذا ما قد يؤثر على عقود هذا الشهر".
عقود يونيو
سيكون الموعد الأقرب لبدء التحسن في أسعار الخام الأمريكي هو شهر يونيو/ حزيران، والتي ستعكس أثر اتفاق أوبك + على الأسعار، كما أن الافتتاح للاقتصاد الصيني والأمريكي سيؤثران أيضا على الطلب على النفط.
وسجل سعر خام النفط الأمريكي أكبر انخفاض يومي على الإطلاق، بعدما تراجع أكثر من 147% إلى -8.60 دولار للبرميل لأول مرة في التاريخ، تزامنا مع تقييم المستثمرين لوضع السوق الذي يعاني من تخمة حادة بالمعروض نتيجة تراجع الطلب الناجم عن جائحة كورونا.
منذ بداية العام، تراجعت أسعار الخام بأكثر من 80%، أو 50 دولارًا للبرميل، بفعل التداعيات الناجمة عن تفشي الفيروس التاجي وانهيار اتفاق "أوبك +" الشهر الماضي، قبل تدارك المنتجين للأمر هذا الشهر وإقرارهم حصة خفض تاريخية. يرى المحللون أن الاتفاق جاء متأخرًا ما سمح بتمرير كميات ضخمة من المعروض إلى السوق.