وبحسب وزارة التموين والتجارة الداخلية المصرية، فإن إنشاء المخازن الاستراتيجية العملاقة يهدف إلى تخزين السلع الأساسية بما في ذلك القمح في سبع محافظات بتكلفة تصل إلى 21 مليار جنيه مصري (1.3 مليار دولار).
تعليمات الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي بإنشاء المخازن جاءت بهدف زيادة المخزون الاستراتيجي، داعيا إلى زيادة المخزونات في مصر أكبر مستورد للقمح في العالم، وذلك بعد تفشي فيروس كورونا المستجد الأمر الذي دفع وزير التموين المصري، علي المصيلحي، إلى الإعلان عن استيراد القمح في وقت الحصاد المحلي، وهي خطوة غير معتادة.
خبراء أوضحوا لـ"سبوتنيك" أن الخطوة تهدف لتأمين السلع الاستراتيجية لمواجهة الأزمة المحتملة عالميا في ظل كورونا وما بعده.
من ناحيتها، قالت النائبة بسنت فهمي، عضو البرلمان المصري، إنهم طالبوا بهذا الأمر منذ سنوات، وأنه لا بد أن تكتمل المخازن في كافة المحافظات، بهدف تخفيف الزحام عن القاهرة الكبرى.
وأضافت في حديثها لـ"سبوتنيك"، أن قرار الرئيس صائب، خاصة أن الأزمة الكبرى التي ستواجه العالم أجمع هي الأمن الغذائي، وهو ما يتطلب أن تكون لدى مصر استعدادتها لمواجهة هذه الأزمة.
تقلبات عالمية سيتعرض لها العالم ما بعد كورونا، خاصة فيما يتعلق بالأمن الغذائي، وهو قاله الدكتور سعيد خليل، مستشار وزير الزراعة المصري السابق، من أن التقلبات العالمية خاصة فيما بعد أزمة كورونا تتطلب الاعتماد على الاكتفاء الذاتي من المحاصيل الاستراتيجية الهامة.
وأضاف خليل في حديثه لـ"سبوتنيك"، أن خطة الاكتفاء الذاتي تستلزم وجود الهناجر والمخازن اللازمة لتخزين الكميات التي تستخدمها مصر على مدار العام، وأن الخطوة سيكون لها أهميتها الكبرى في مواجهة أزمة كورونا وما بعدها.
ويشار إلى أن مصر تستهلك نحو 14 مليون طن قمح سنويا لرغيف الخبز، فيما يزيد الإنتاج الكلي للقمح عن 18 مليون طن، فيما تستهلك مصر 9.8 مليون طن من الذرة الصفراء يستورد منها أكثر من 8 مليون طن سنويا، وتستورد 2 مليون و 350 ألف طن من فول الصويا، بحسب خليل.
مجموع الحبوب المستهلكة في الخبز والعلف الداجني والحيواني تمثل نحو 27 مليون طن بحسب تأكيد سعيد خليل، الذي أوضح أن الصوامع والشون الموجودة في مصر لا تستوعب سوى 3.8 مليون طن، وهو ما يفرض بناء هذه المخازن في إطار الاتجاه نحو الاكتفاء الذاتي.
وشدد سعيد خليل على أن إنشاء هذه المخازن يضع مصر على الطريق الصحيح لاستيعاب كافة الإنتاج المحلي والحفاظ على نسبة الهدر التي تصل إلى 15% من الحبوب بسبب سوء التخزين، مؤكدا أن إنشاء المخازن يحمي مصر من التعرض لأي أزمات تتعلق بالحبوب والسلع الغذائية الاستراتيجية، خاصة في ظل ما خلفته أزمة كورونا في العالم، بحيث يتم تخزين كافة الحبوب والسلع الاستراتيجية، بدلا من تخزين نسبة 30% فقط من الحبوب كما هو في السابق.
وقبل أيام قال وزير التموين المصري، علي المصيلحي، إن هذه المخازن يمكن أن تعزز مخزون مصر من السلع الأساسية كاللحوم والدواجن والقمح لتغطية ثمانية إلى تسعة أشهر، مقارنة بالمستويات الحالية التي تغطي أربعة إلى ستة أشهر.