ونقلت وكالة "رويترز" البيان الذي جاء فيه: "نود ضم أصواتنا إلى الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، والقائمة بأعمال مبعوث الأمم المتحدة الخاص إلى ليبيا، ستيفاني توركو وليامز، في دعوتهما إلى هدنة إنسانية في ليبيا".
وأضاف البيان قائلا: "ندعو جميع الأطراف الليبية إلى استلهام روح شهر رمضان المبارك واستئناف المحادثات في سبيل وقف حقيقي لإطلاق النار".
وحمل البيان توقيع جوزيب بوريل ممثل السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي ووزراء خارجية فرنسا جان إيف لو دريان وإيطاليا لويجي دي مايو وألمانيا هايكو ماس.
ودعت رئيسة بعثة الأمم المتحدة إلى ليبيا ستيفاني توركو ويليامز، اليوم الخميس، الأطراف الليبية إلى وقف إطلاق النار وإنهاء النزاع مع اقتراب بداية شهر رمضان.
وتعاني ليبيا انقساما حادا في مؤسسات الدولة، بين الشرق الذي يديره مجلس النواب والجيش الوطني بقيادة المشير خليفة حفتر، وبين الغرب حيث المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق، برئاسة فايز السراج، وهي الحكومة المعترف بها دوليا إلا أنها لم تحظ بثقة البرلمان.
وتصاعد الصراع في ليبيا بشكل حاد هذا الشهر في ظل اندلاع قتال عنيف على عدة جبهات مختلفة في الغرب رغم دعوات ملحة من الأمم المتحدة ومنظمات الإغاثة لإعلان هدنة من أجل مواجهة أزمة وباء كورونا.
وقالت إليزابيث هوف مندوبة منظمة الصحة العالمية في ليبيا "الليبيون عانوا لسنوات من هذا الصراع الوحشي والآن يواجهون خطرا آخر على صحتهم ووجودهم".
وقالت القائمة بأعمال مبعوث الأمم المتحدة الخاص إن ليبيا تتحول إلى ”حقل تجارب لكل أنواع الأسلحة الجديدة“ مع إرسال مؤيدي طرفي الحرب أسلحة ومقاتلين إلى هناك في انتهاك للحظر.
وأضافت المسؤولة الدولية "لدينا شيء يسمى قاذفة اللهب برو-إيه وهي نوع من الأنظمة الحرارية يستخدم في الضواحي الجنوبية لطرابلس. ولدينا طائرات مسيرة جديدة نقلت إلى هناك منها طائرة مسيرة أشبه بطائرة مسيرة انتحارية تنفجر عند الاصطدام".
وقالت وليامز "هذان مثالان فقط لأنظمة مخيفة للغاية يجري نشرها في موقع حضري وهو أمر غير مقبول بالمرة".
وظهرت المخاوف بشأن احتمال دخول الصراع في منعطف خطير جديد يوم الأربعاء عندما قالت حكومة الوفاق الوطني المعترف بها دوليا إنها تحقق في احتمال تعرض قواتها لهجوم كيماوي.
وتقصف قوات الجيش الوطني الليبي بقيادة خليفة حفتر العاصمة طرابلس، مقر حكومة الوفاق، منذ بدء حملة عسكرية للسيطرة على المدينة العام الماضي.
وشنت القوات المؤيدة لحكومة الوفاق هجمات في الأسابيع الأخيرة لإبعاد الجيش الوطني الليبي وسيطرت على عدة بلدات في الشمال الغربي الأسبوع الماضي وتحركت باتجاه بلدة ترهونة المركز الاستراتيجي الرئيسي لحفتر بالمنطقة.
وكان وزير الداخلية بحكومة الوفاق فتحي باشاغا قال في رسالة لرويترز إن التقارير عن إصابة مقاتلين بغاز أعصاب في ضاحية صلاح الدين بطرابلس تستند إلى تقارير أولية من مستشفيات ميدانية.
وقال الوزير إن الحكومة تحقق حاليا. وقالت الوزارة إنها ستنتظر التقرير النهائي قبل أن تبلغ منظمة حظر الأسلحة الكيميائية التابعة للأمم المتحدة.
وقال أحمد المسماري المتحدث باسم الجيش الوطني الليبي في بيان إن التقرير الذي تحدث عن احتمال استخدام أسلحة كيماوية شائعات وأكاذيب.
وقالت وليامز ”إنه تقرير مقلق جدا جدا“. وأضافت أن الأمم المتحدة تدعو كل اولئك الذين ينتهكون حظر السلاح، ومنهم دول جلست على الطاولة في برلين ووقعت على احترام حظر السلاح، إلى احترام تعهداتها، مشيرة إلى أن هذه الدول ما زالت تواصل انتهاك الحظر بشكل صارخ.