لن ينتهي في هذا العام... ما تأثير تدهور أسعار النفط على الاقتصاد العالمي؟

تتباين التوقعات بشأن استقرار أسعار النفط خلال العام 2020، خاصة بعد دخول اتفاق (أوبك ++) حيز التنفيذ مطلع مايو/أيار.
Sputnik

وبحسب الخبراء فإن تأثير أسعار النفط على الاقتصادي العالمي متباين، حيث تختلف درجة التأثر بين الدول المعتمدة بشكل كلي على النفط، والأخرى ذات الاقتصاد المتنوع.

من ناحيته قال الدكتور محمد الصبان مستشار الطاقة والنفط الدولي: إن "الأسباب التي أدت إلى انخفاض أسعار النفط تتمثل في التدهور المستمر في الطلب العالمي على النفط، خاصة أن اتفاق (أوبك ++) لم يدخل حيز العمل الذي يبدأ في الأول من مايو/أيار".

في نفس السياق يرى الخبير النفطي اللبناني المهندس ربيع ياغي، أن "التأثير الاقتصادي لتدهور أسعار النفط سيطال الدول المصدرة والمنتجة للنفط بشكل أكبر".

وأضاف ياغي خلال تصريحه لـ"سبوتنيك"، أن "الدول المستوردة للنفط هي الرابحة في الوقت الراهن".

ويعاود الصبان حديثه لـ"سبوتنيك"، قائلاً: إن "الخام الأمريكي انخفض عن مستويات الـ 12 دولارا، خاصة أن الفائض الكبير تزامن مع محدودية القدرة التخزينية الفائضة، وأن عدم استقرار الأسعار سيستمر لنحو شهرين أو ثلاثة رغم بدء العودة التدريجية للنشاط الاقتصادي، خاصة أنه يحتاج بعض الوقت لتحسن الطلب على النفط".

فيما يرى ياغي أن الدورة الاقتصادية في العالم ستتأثر بالسلب بشكل كبير خلال العام الحالي.

ووفقا له فإن "تدهور أسعار النفط الذي حدث وقت تسليم العقود الآجلة لشهر مايو في نهاية إبريل/نيسان، يمكن أن يحدث الشهر المقبل".

أما الصبان فيشير إلى أن التحسن التدريجي سيبدأ بعد الأشهر الثلاثة المقبلة، إذا التزمت دول (أوبك++)، إضافة إلى الانضمام الإجباري للولايات المتحدة وكندا والنرويج.

لكن ياغي يرى أن "التأثير السلبي سيستمر لنهاية العام 2020 ويمكن أن يؤثر على العام 2021 أيضا".

وشدد ياغي على أن الخسائر الحاصلة ليست نهاية المطاف، وأنها (دول الخليج ودول أوبك) ستتأثر بنسبة أكبر لما هو عليه الحال في روسيا.

ركود في دول مجلس التعاون الخليجي بسبب أسعار النفط
وفي آخر تطورات أسعار النفط العالمية، أظهرت بيانات التداول، بعد ظهر اليوم الاثنين، تسارع هبوط أسعار خام غرب تكساس الوسيط إلى أكثر من 23%، بسبب المخاطر المحيطة بزيادة المعروض من المواد الخام في السوق.

وبحلول الساعة 15:06 بتوقيت موسكو (12:06 غرينتش)، هبطت أسعار العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط لشهر يونيو/ حزيران، إلى 13.04 دولارا للبرميل.

وانخفضت العقود الآجلة لخام برنت بحر الشمال لشهر تموز/يوليو بنسبة 5.2% إلى 23.52 دولارا للبرميل، في حين انخفضت العقود الآجلة لشهر يونيو/حزيران بنسبة 5.6% إلى 20.24 دولارا للبرميل.

وبدأ سوق النفط هذا الأسبوع بانخفاض جديد، فانخفضت أسعار خام برنت بنسبة 23.65%، وخام غرب تكساس الوسيط بنسبة 7.3%، وفقا لنتائج الأسبوع الماضي، وكان هذا ثالث انخفاض أسبوعي على التوالي في أسعار الذهب الأسود.

على جانب آخر صرح رئيس شركة "لوك أويل" الروسية، فاغيت ألكبيروف، بأن أسعار النفط لا يمكن التنبؤ بها إلا بعد رفع القيود بسبب جائحة فيروس كورونا.

وقال ألكبيروف في لقاء مع "قناة روسيا 24" ،"نحتاج إلى الوضوح عندما ترفع القيود، وبعد ذلك سنبني نموذجنا لزيادة الطلب وبالتالي زيادة سعر منتجنا".

وردا على سؤال هل من المستحيل حقا التنبؤ بأسعار النفط قبل رفع القيود المفروضة على الفيروس التاجي، أجاب قائلا "نعم، هذا مستحيل، لأن القيود اليوم فعالة حقا. وفي أكثر الأسواق سيولة على مستوى العالم".

هذا وأكد المتحدث باسم الرئاسة الروسية، دميتري بيسكوف، يوم أمس، أن روسيا لديها القدرة على البقاء وتحمل أسعار النفط المتراجعة بشدة حاليا.

وأعلنت موسكو أن الكرملين يراقب عن كثب تغيرات أسعار النفط العالمية، مشيرة إلى أنها لم تنهر كما حدث مع العقود الآجلة لشهر مايو/ ايار، ولا يوجد سبب لتقييم الوضع الحالي بشكل سلبي.

مناقشة