أشارت دراسة حديثة أجريت على حيوان زبابة البطل "Sorex"، وهو نوع صغير من القوارض يشبه الجرذان إلى حد كبير، إلى تمتعه بعود فقري غريب ومحير سبب استغراب العلماء.
يتمتع هذا الحيوان الصغير بعمود فقري متشابك يأخذ شكلا غريبا لا يشبه أي عمود فقري لأي كائن على وجه الأرض، والتي يشكل عودها الفقري فقرات متراصفة ومتشابكة بشكل عادي.
لكن حيوان الزبابة يتمتع بعمود فقري شوكي مسدود تماما، لا يظهر به أي فقرات عند التصوير، لكنه مرن وقوي جدا، أقوى من أي عمود فقري لأي كائن آخر، حيث تتراصف فقراته بشكل متماسك جدا ومتقارب مع مجموعة أكبر المفاصل الصغيرة جدا، ما يجعله يبدو ككتلة واحدة متماسكة، بحسب "سي إن إن".
قالت الباحثة في جامعة شيكاغو ومؤلفة الدراسة، ستيفاني سميث: "إن التقارير الميدانية الجديدة تشير إلى أنه يمكن الاستفادة من هذا الهيكل، لذا أردنا أن ننظر إلى تلك الفقرات ونكتشف كيف يستخدمها هذا الحيوان".
وأشارت أغلب الدراسات السابقة إلى أن هذا العمود الفقري قوي لدرجة أنه يمكن لرجل بالغ الوقوف على هذا الحيوان الصغير من دون أن يتسبب بأي أذى له، بل إن هذا الحيوان سوف ينتفض ويقاوم ويهرب بسرعة، ومن هنا استمدت اسمها "الذبابة البطل"، نظرا لقوتها الغريبة التي لم تكن مفسرة سابقا.
وقالت سميث: "إن الزبابة مثيرة للاهتمام بيئيًا، وهي صغيرة جدًا لدرجة أنها تتمتع بقدرات سرية".
وتم أخذ أشعة مقطعية للعمود الفقري لأنواع مختلفة من الحيوان الصغير، وبينت الصور اختلافات كبيرة جدا، حيث لوحظ أن لدى العمود الفقري للذبابة المزيد من الأجزاء الفردية المسطحة ولديها من 10 إلى 12 فقرة قطنية بدلا 5 أو 6 فقرات لدى باقي الحيوانات حتى الإنسان، وتبرز لديها أجزاء من العمود الفقري لتبدو كأنها أجنحة، مع مجموعة كبيرة من العقد الصغيرة جدا من أمامها وخلفها لإنشاء شبكة على طول العمود الفقري.
وقالت سميث: "إن فقراتهم مقوسة، وعندما تنقبض العضلات تتشابك الفقرات معا بإحكام شديد، وتصبح كتلة صلبة من الفقرات بدلا من مجموعة قطع صغيرة".
وبينت الأشعة المقطعية أن زبابة البطل أفضل من يستثمر الغط على أشواك العمود الفقري، وقالت سميث: "إن العظم الإسفنجي داخل فقراتهم سميك ويجعل من أشواك العمود الفقري أكثر ثباتا، ويمكنهم من تنفيذ حركات تشبه حركة الدودة من دون أي أضرار".
وتعيش هذه الثدييات الرمادية الصغيرة في حوض الكونغو في وسط أفريقيا، وهي جنس من الثدييات يتبع فصيلة الزبابات، تبقى بعيدة عن الأنظار وتتخفى بين الأوراق المتساقطة على الأرض.
تم اكتشافها وتصنيفها لأول مرة من قبل الباحثين في عام 1910، على الرغم من أنهم كانوا معروفين لشعب "مانكبيت" الذي يعيش في حوض الكونغو منذ فترات طويلة.