أسباب ارتفاع عدد الإصابات بفيروس كورونا في العراق

خلال أسبوعين، سجل العراق ارتفاعا ملحوظا بعدد الإصابات بفيروس كورونا المستجد (كوفيد 19)، إثر إعادة التجوال بشكل جزئي بعد أن كان محظورا بشكل كامل طيلة الفترة الماضية قبل بدء شهر رمضان.
Sputnik

وفرضت الجهات المعنية في العراق، خلال اليومين الماضيين قرارات جديدة تراوحت بزيادة ساعات حظر التجوال وحصره ما بين السادسة صباحا، وحتى السادسة مساء، وحجر مدن، ومناطق كاملة بعد أن أصبحت موبوءة بالفيروس.

وكشف عضو  المفوضية العليا لحقوق الإنسان العراقية، علي البياتي، في تصريح خاص لمراسلة "سبوتنيك" في العراق، قائلا، إن عدد الإصابات بفيروس كورونا، في زيادة لا محال، لأسباب أولها أن نسبة 25% من المواطنين في عموم البلاد، لم يلتزموا بحظر التجوال منذ أن كان شاملا على مدار 24 ساعة.

وأضاف البياتي، ثانيا، خلال شهر رمضان، إلتزام المواطنين بحظر التجوال، ينخفض أكثر، لأنه في هذا الشهر، مناسبات دينية، وتبادل للزيارات، إضافة إلى أن استمرار الحظر يعني استمرارا لمعانات الطبقات الفقيرة، وبالتالي عدم التحمل والبحث عن مصدر رزق، وعمل.

وألمح إلى أن أبرز المدن التي لم يتلزم سكانها تمام بقرار حظر التجوال هي: الناصرية مركز محافظة ذي قار، الكوت، مركز واسط، البصرة، وبعض مناطق العاصمة بغداد.

طاقة المستشفيات

وعن اللجوء إلى الحجر المنزلي مع ارتفاع أعداد المصابين، يقول البياتي: "في كل الأحوال سواء شئنا أم أبينا .. قريبا لا تكفي الطاقة الاستيعابية للمستشفيات لكل الحالات، لذلك وزارة الصحة، والبيئة، عاجلا أم آجلا ستتبنى الحجر المنزلي، ولو لم نوفر الأسرة اليوم الحالات الخاصة سنواجه مشكلة غدا".
وبيّن البياتي أن الطالبة الاستيعابية القياسية للمستشفيات العراقية، 3 أسرّة لكل 1000 مريض، والفعلي 1.2 لكل ألف، أما عدد الأسرة للإنعاش الموجودة بحدود 480 سريرا، الفعال منها اقل من 200 وليست موزعة بشكل عادل في كل العراق.

وأكد عضو المفوضية العليا لحقوق الإنسان، في ختام حديثه، أن الضغط المستمر على المؤسسات الطبية، سينهك الأطباء، والكوادر الطبية، بالإضافة إلى الإصابات المستمرة بينهم بسبب قلة وسائل الحماية لهم.

زفاف وعزاء

استهانة المواطنين في العراق، دفعت الكثير منهم إلى ممارسة حياتهم بشكل طبيعي بإقامة مناسبات "زفاف، وعزاء" ودعوة أعداد كبيرة من الضيوف حسب الأعراف السائدة في البلاد، الحال الذي تسبب بكوارث للمدن، والعائلات بعد ملامستها للمصابين دون معرفة بحملهم للفيروس.

وقبل يومين فرضت السلطات العراقية، حجرا على منطقة "الهارثة" التي عدت موبوءة في البصرة أقصى جنوبي العراق، بعد تسجيل 37 إصابة بفيروس كورونا لأشخاص شاركوا في العزاء، فيما حجرت قرية "بني سعد" بأكملها، في قضاء بلد التابع لمحافظة صلاح الدين، بسبب طالب مصاب بالفيروس حضر حفل زفاف، وذهب إلى سوق شعبي، ومطعم، وهو عائد من بين المسافرين العالقين في الخارج.

وسجل العراق، في أحدث حصيلة صادرة رسميا عن وزارة الصحة، والبيئة، يوم أمس الأربعاء 29 أبريل/نيسان الجاري، 75 إصابة جديدة بفيروس كورونا، وحالتي وفاة، و27 شفاء.

مناقشة