قال الخبير السياحي المصري ناجي العريان، في تصريح لوكالة "سبوتنيك"، إن معادلة التعايش مع وباء كورونا المستجد، المسبب لمرض "كوفيد - 19"، هى معادلة صعبة جدا نظرا لعدم وجود وعي كامل لدى عامة الشعب وعلى مستوى جميع الطبقات بكل أسف.
وأضاف العريان: "من النادر أن تجد من يرتدون الكمامات في الشارع، رغم أنها تعد خط الدفاع الأول ضد الوباء".
وتابع: "ليست مع من يسوقون أن الكمامة سعرها مرتفع، فيمكن صناعتها في المنزل من القماش والمناديل لحماية أنفسهم".
حملات توعية
ويرى العريان ضرورة التعايش مع الوباء مع أخذ كل الاحترازات الصحية وزيادة جرعات التوعية، لأن كل الدلائل تشير إلى أنه لن يكون هناك لقاح فعال قبل عام ونصف أو عامين، فمن المستحيل أن تظل اقتصاديات الدول مغلقة طوال تلك الفترة، لنواجه خطر الموت جوعا بدلا من الموت بكورونا.
نسبة ضئيلة
أما إيهاب موسى، عضو ائتلاف دعم السياحة المصري فيرى أن عدد المصابين بوباء كورونا المستجد في العالم لا يتجاوز نصف من مئة في المئة من تعداد سكان العالم الذي يتجاوز 7 مليار نسمة، وبالنظر لعدد الوفيات نتيجة الإصابة بالوباء هى نسبة قليلة جدا، واليوم وبعد مرور أكثر من شهرين تفاقمت نسبة البطالة بشكل كبير جدا، الأمر الي يهدد العالم بالمجاعات والحروب التجارية والعسكرية.
وأضاف موسى لـ"سبوتنيك"، "لا شك أن الوضع الاقتصادي بعد كورونا سيكون مختلف، فسوف تكون هناك دول لديها، وستخرج دول كبرى من السباق اقتصاديا وعسكريا".
إغلاق كامل
وقال عضو ائتلاف دعم السياحة: "هناك رؤية مختلفة كان يجب على مصر أن تنفذها، وهو أن نقوم بعملية عزل كامل لمنطقتي جنوب سيناء والبحر الأحمر تزامنا مع قرار عودة إشغالات الفنادق بنسبة الربع، ويتم تطهيرهم تماما من الكورونا ويمكن أن يتم ذلك عن طريق الحظر الكامل لمدة أسبوعين حتى تصبح نسبة الإصابة صفر، بعد ذلك يتم الدخول بحساب إلى تلك المناطق ويتم الكشف الكامل على كل الداخلين إليهما، وهنا يمكن فتح السياحة الدولية لهاتين المنطقتين بعد شهر من الآن، لأن هاتين المنطقتين يستحوذان على 80 في المئة من السياحة المصرية.
إجراءات احترازية
وقال وزير السياحة والآثار خالد العناني، في تصريحات صحفية الأسبوع الماضي إن هناك عدة اشتراطات أساسية لمنح شهادة الصلاحية الصحية للفنادق لكي تقوم بإعادة الإشغالات تدريجيا بنسبة 25 في المئة، من بينها ضرورة قيام كل فندق بتوفير عيادة وطبيب بالفندق، بالتنسيق مع وزارة الصحة في هذا الشأن.
وشدد وزير السياحة على ضرورة التأكد من جودة أدوات الوقاية الشخصية ومواد التعقيم المستخدمة، وعدم التعامل إلا مع الشركات المعتمدة من وزارة الصحة والسكان، وعدم إقامة أي حفلات أو أفراح داخل الفندق، وحظر كافة أنواع النشاط الليلي بالفندق.
هذا بجانب تخصيص فندق صغير، أو طابق في الفندق في كل منتجع للحجر الصحي لحالات الإصابة المؤكدة وحالات الاشتباه، ومن بين الضوابط كذلك، الاستمرار بشكل دائم بإجراء اختبار سريع للعاملين على بوابات المدن السياحية بالتنسيق مع وزارة الصحة والسكان.
وذلك إلى جانب توفير معقم لليدين في منطقة الاستقبال ومختلف المرافق في جميع الأوقات، وتطهير كافة المناطق العامة بانتظام.
وخلال الاجتماع الحكومي الأسبوع الماضي، أكد وزير السياحة والآثار، أنه سيتم تشغيل الفنادق بحد أقصى 25 في المائة، من إجمالي الطاقة الاستيعابية للفندق وذلك حتى أول يونيو المقبل، على أن يبدأ التشغيل بنسبة 50 في المائة كحد أقصى من الطاقة الاستيعابية للفندق اعتبارا من أول يونيو.
وتعد السياحة المصدر الثالث للدخل القومي في مصر بعد الصادرات غير النفطية التي وصلت إلى 17 مليار دولار وتحويلات المصريين بالخارج التي بلغت أكثر من 26 مليار دولار في عام 2019.
وزادت عائدات قطاع السياحة في مصر بحوالي 28 في المائة وصولا إلى حوالي 12 مليار دولار في السنة المالية 2018-2019 مقارنة بـ 9.8 مليار دولار في السنة المالية السابقة.
وتأثر قطاع السياحة بعد انتشار فيروس كورونا المستجد، والذي أجبر السلطات على اتخاذ قرارات بإغلاق المطارات والمطاعم والمراكز التجارية والمتاحف والمواقع الأثرية وفرض حظر التجول الليلي.