ومع ذلك، لاحظ باحثون إيطاليون بقيادة فابريزيو بينيديتي، الأستاذ بجامعة تورينو، أنه يمكن للعلاج بالوهم تحقيق نفس النتائج، أي أنه مع إعطاء الرياضيين مجموعة من اسطوانات الأكسجين الفارغة، كان الأثر مماثلًا لإعطائهم اسطوانات مملؤة، بحسب تقرير لـ"بي بي سي".
التجربة بالأساس قامت على الإيحاء للمشاركين بأن الاسطوانات مملؤة بالفعل، لكن بينيديتي وجد أن هذا التأثير لا يتحقق إلا إذا حصل متسلقوا الجبال على اسطوانات مملؤة في البداية، ثم تبديلها بأخرى زائفة دون أن يعلموا.
ما أثار إعجاب بينيديتي هو أنه رغم عدم توافر أكسجين كافي في الجسم أو الدم، شعر المتسلقون بتحسن أثناء ممارسة أنشطتهم، مع أن الاسطوانات الي استخدموها كانت فارغة.
تأثير العلاج الوهمي هو؛ التحسن الملحوظ الذي يشعر به المريض عند لاعتقاد بأنه تناول دواءً سينجح في علاجه وليس بسبب التأثير الفعلي لهذا العلاج، ونجحت العلاجات الوهمية مرارًا في تخفيف السعال والآلام والاكتئاب.
في إحدى الدراسات تناولت مجموعة من الدراجين جرعات مختلفة من الكافيين قبل السباق -في الحقيقة لم يكن هذا كافين بل شرابًا وهميًا- وجاء أداء المجموعة التي تناولت كمية أكبر، أفضل بنسبة 3%، وأفضل بنسبة 1.5% للمجموعة التي تناولت كمية أقل.
وقال علماء النفس بجامعة كنت:
إنه رغم ضآلة نسبة الثلاثة في المائة، لكنها تعني حظوظًا أعظم في المنافسات الرياضية والتتويج بالبطولات الرسمية، والتي يحتاج خلالها المنافسون لكل جهد يمكنهم من تحسين الأداء ولو بهذه النسبة.
يفسر البعض هذا الأثر بأن الدواء الوهمي يخفف القلق ويساعد على تهدئة الرياضيين وتفادي الضغوط النفسية. لكن ثمة تفسير آخر يقول إن هذا العلاج غير الحقيقي يؤثر في المسارات العصبية التي تنظم الألم القدرة على التحمل، حيث يتسبب في إطلاق إشارة زائفة تؤثر على حسابات الدماغ للشعور بالإرهاق.
بالنسبة لتجربة تسلق الجبال، يقول بينيديتي إنه بمنح المتسلقين جرعة أكسجين حقيقية في البداية، ربما يوحي ذلك للدماغ بأن هناك جرعات أخرى قادمة، وإذا تناول المتسلق دفعة وهمية، فإنها ستحاكي التأثير الفسيولوجي للجرعة الحقيقية.