أعلنت ألمانيا التي بدأت الحرب العالمية الثانية، استسلامها في التاسع من مايو/أيار 1945، ولكن الحرب التي أشعلت ألمانيا النازية نارها لم تضع أوزارها في ذلك اليوم، بل ظلت رحاها تدور في بعض المناطق الأوروبية حتى منتصف أيار/ مايو، حينما تم دحر فلول قوات النظام النازي في يوغسلافيا.
المقاومة الشعبية
وكانت قوات ألمانيا النازية قد غزت يوغسلافيا في بداية الحرب. وقاومت شعوب يوغسلافيا الغزاة ضمن فصائل المقاومة الشعبية التي انضوت في النهاية تحت لواء جيش التحرير الشعبي. واستعانت ألمانيا بالمتطرفين من السكان المحليين في محاربة المقاومة اليوغسلافية. وتم تدريبهم وتسليحهم بشكل جيد.
وتمكن جيش التحرير الشعبي في ربيع 1945 من دحر القوات الألمانية في أراضي يوغسلافيا، وأجبر الجنرال ألكسندر لور، قائد القوات الألمانية في البلقان، على توقيع صك الاستسلام غير المشروط.
إلا أن بعض وحدات القوات الألمانية رفضت الاستسلام أمام جيش التحرير الشعبي اليوغسلافي، وحاولت في 14 مايو العبور إلى شمال إيطاليا لتستسلم هناك أمام القوات الأمريكية. وانضم إليها مسلحون من المتعاونين مع السلطة الاحتلالية الذين ارتكبوا جرائم الحرب، ورأوا ضرورة الفرار هربا من العدالة. وضمت القوات التي أرادت الفرار من يوغسلافيا حوالي 30 ألف شخص.
معركة بولانا
وعندما وصلوا إلى الحواجز التي أقامها جيش التحرير الشعبي على الطرق المفضية إلى الغرب طالبوا فصائل المقاومة الشعبية بإفساح المجال أمامهم. وقوبل طلبهم بالرفض، فلجأوا إلى استخدام السلاح ليبدأوا المعركة المعروفة باسم معركة بولانا (نسبة إلى البلدة القريبة).
وكسب جيش التحرير الشعبي المعركة بمساعدة دبابات التحالف المعادي لهتلر التي قدمت من شمال إيطاليا، وألقى المهزومون السلاح أو فروا إلى الغابة، وبلغت خسائرهم 350 قتيلا، وتسببت المعركة في سقوط 100 قتيل في صفوف المقاومة اليوغسلافية.
وتعتبر معركة بولانا آخر معارك الحرب العالمية الثانية في أوروبا.