قرّر نتنياهو، وشريكه غانتس، تأجيل عرض حكومتهما على الكنيست، الذي كان مقرر له أمس، حتى الأحد المقبل، وذلك بعد أن انفجرت خلافات شديدة في الليكود حول توزيع الحقائب الوزارية بينهم.
وطرح البعض تساؤلات بشأن مدى إمكانية أن تقود هذه الخلافات إلى انقسام حزب الليكود، وعن تأثير هذه الخلافات على الحكومة القادمة، وائتلاف نتيناهو وغانتس.
خلافات حادة ووزارات جديدة
في خطوة لدفع عجلة الإعلان عن الحكومة الإسرائيلية الجديدة، استحدث بنيامين نتنياهو، رئيس حكومة تصريف الأعمال، وزارات جديدة، قبيل الإعلان عن تنصيب الحكومة يوم الأحد المقبل.
وأفادت صحيفة "معاريف"، اليوم الجمعة، بأن نتنياهو لجأ إلى استحداث وزارات جديدة لإرضاء حلفائه من داخل حزبه "الليكود" وخارجه، وللحيلولة دون فشل جهوده المضنية في تشكيل الحكومة الجديدة.
وسبق أن أُعلن مساء أمس الخميس تأجيل تنصيب حكومة الوحدة الإسرائيلية بقيادة نتنياهو، الذي كان مزمعا اليوم نفسه، إلى يوم الأحد، بسبب خلاف نشب في آخر لحظة بشأن تعيينات الوزراء.
وأكدت هيئة البث الإسرائيلية "كان" أن حزبي "الليكود" و"أزرق أبيض" قد أصدرا بيانا مشتركا أفادا من خلاله بتأجيل تنصيب الحكومة الإسرائيلية إلى الأحد المقبل، حيث وافق الجنرال بيني غانتس، رئيس حزب "أزرق أبيض"، على التأجيل من أجل منح نتنياهو مزيدا من الوقت لتوزيع المناصب الوزارية على أعضاء في حزبه ليكود.
وأكدت القناة العبرية الـ"12" أمس الخميس، أنه استمرارا للدراما السياسية في البلاد، فقد أدى تأجيل توزيع الحقائب الوزارية إلى تأجيل الإعلان عن تنصيب الحكومة الإسرائيلية الجديدة الـ 35 في تاريخ إسرائيل، وحلف اليمين الدستوري، ليوم الأحد المقبل، بعدما أدى تململ وزراء في حزب "الليكود" الحاكم من توزيع الحقائب الوزارية إلى الإعلان عن تأجيل تنصيبها إلى يوم الأحد المقبل، فضلا عن سحب رئيس الكنيست، بيني غانتس، استقالته.
وأفادت "معاريف" العبرية بأن نتنياهو، بعد تأجيل التنصيب ليوم الأحد، قام بمشاروات وجهود مكثفة لتوزيع الحقائب الوزارية على حلفائه، حيث استحدث وزارتين فقط، حتى الآن - انتظارا للإعلان النهائي لتشكيلة الحكومة يوم الأحد المقبل.
وأشارت إلى أنه لا يزال نتنياهو يواجه صعوبات في تعيين شخصيات قيادية من حزبه في مناصب وزارية، خاصة وأن بعضهم يرفض الحقائب المقترحة عليهم، ليتم الإعلان عن تنصيب الحكومة الأحد المقبل.
فقد استحدث نتنياهو وزارة جديدة، تحت مسمى "علاقة الحكومة مع الكنيست" لصالح عضو الحزب الحاكم "حزبه الليكود" دافيد أمسالم، الذي سيتولى أيضا المسؤولية عن مشروع "السايبر" أو إسرائيل الرقمية، وسلطة الشركات العامة وديوان الخدمة المدنية. وذلك بحسب صحيفة "يسرائيل هايوم".
ونشر نتنياهو تغريدة جديدة له على حسابه الرسمي على "تويتر"، أعلن من خلالها تعيين "دودي أمسالم" في وزارة جديدة، تحت عنوان علاقة الحكومة بالكنيست، آملا مساعدته على استقرار الائتلاف الحكومي الجديد، عبر علاقة جيدة بين الحكومة والكنيست الإسرائيلي.
وقرر نتنياهو إرضاء لحليفته، أورلي ليفي أباكسيس، زعيمة حزب "جيشر/الجسر"، استحداث وزارة جديدة، تحت مسمى "التعزيز المجتمعي".
وأوضحت القناة العبرية الـ"12"، مساء أمس، الخميس، أن الوزارة الجديدة لأورلي ليفي أباكسيس، ستعمل على النهوض بالمجتمع، ومواجهة قضايا مجتمعية عدة، وذلك بالتنسيق مع وزارة الأمن الداخلي.
أزمات داخلية
محمد حسن كنعان، القيادي في القائمة المشتركة، والعضو السابق بالكنيست الإسرائيلي، قال إن "إرجاء جلسة الكنيست التي كان من المقرر فيها إعلان تشكيل الحكومة جاء بسبب الخلافات الداخلية بين أعضاء حزب الليكود الذي يتزعمه بنيامين نتنياهو".
وأضاف في تصريحات لـ "سبوتنيك"، أن "الخلافات شبت بين نتيناهو وعدد من قيادات حزب الليكود، اللذين توقعوا أن يحصلوا على حقائب وزارية في الحكومة المقبلة، بالإضافة إلى عدد من الوزراء اللذين شغلوا مناصب وزارية في الحكومة السابقة، إلا أن عدد الحقائب المتبقية قليلة جدًا، وهو ما تسبب في هذه الأزمة".
وتابع: "إلى الآن لم يتم حسم هذه الخلافات، وبالتالي تم إرجاء جلسة الكنيست، وربما لإعطاء فرصة لحزب يمينا للدخول في هذا الائتلاف الحكومي".
حكومة قادمة
من جانبه قال الدكتور أيمن الرقب، أستاذ العلوم السياسية والقيادي في حركة "فتح"، إن "حزب الليكود وبعد انضمام حزب البيت اليهودي له تقلص نصيبه في عدد المقاعد الوزارية، مما زاد من أزمة توزيع المقاعد داخل حزب الليكود".
وأضاف أن "اتفاق نتنياهو غانتيس هو تقاسم مقاعد الحكومة بين الطرفين وحلفائهم، فحزب الليكود تحمل توزيع المقاعد الـ 16 على أنصاره في أحزاب يهودات هتورات وشاس وجيشر والبيت اليهودي وكلانا والليكود، أما تحالف غانتيس فأنصاره أقل ضغطا وهم حزب العمل وحزب أزرق أبيض".
وتابع: "الأزمة تزداد في حزب الليكود بعد أن تقلصت حصته من ٦ إلى ٨ مقاعد بحد أقصى يجعل من الصعوبة على نتنياهو إقناع أعضاء الحزب، نتنياهو في تحالفه مع غانتيس كان يبحث عن خلاص شخصي ويعمل على كسب الوقت وتغيير هذا الاتفاق مستقبلا بعد أن يمكن نفسه ويحصنها من القضاء".
وأشار إلى أن "رغم الخلاف داخل حزب الليكود إلا أن الاتفاق بين الأعضاء سيكون قريبا ولن نشهد انشقاق داخل الحزب لأنه حزب بمجمله يعطي الولاء المطلق لنتنياهو وقد نجد تمرير الحكومة قبل نهاية الأسبوع القادم وقد يكون يوم الأحد هو الموعد النهائي لتنصيب الحكومة".
والمفترض، حتى الآن، أن يصل عدد وزراء الحكومة الإسرائيلية الجديدة رقم 35، إلى 34 وزيرا، وأكثر من 20 نائبا لوزراء في حكومة هي الأكبر منذ سنوات طويلة.
ومن المقرر أن يتولى نتنياهو رئاسة الوزراء لمدة 18 شهرا بموجب اتفاق ائتلافي مع بيني غانتس، خصمه السابق في الانتخابات المنتمي لتيار الوسط، قبل أن يتولى غانتس، وهو رئيس أركان الجيش الإسرائيلي السابق، المنصب.
ويُنهي اتفاقهما على تشكيل حكومة وحدة أزمة سياسية مستمرة منذ أكثر من عام، وشهدت إجراء ثلاثة انتخابات غير حاسمة.