عمليات استهداف الشاحنات تزامنت معها عمليات استهداف منازل المدنيين في طرابلس ومحيطها ومدينة ترهونة، وسط تبادل الاتهامات، حيث يتهم الجيش الليبي ما يصفها بالمليشيات والمرتزقة بقصف المدنيين والشاحنات عبر الطائرات المسيرة التركية، في المقابل تتهم حكومة الوفاق الجيش الليبي بقصف منازل المدنيين بالمدفعية.
وسط استمرار القتال يطالب المجتمع الدولي بضرورة وقف القتال دون نتيجة ملموسة، حيث يواصل كل من الطرفين عملياته ضد الجانب الآخر.
المركز الإعلامي لغرفة عمليات الكرامة أكد أكثر من مرة أن الطيران المسير استهدف شاحنات نقل بضائع ومواد غذائية ومواد بترولية إلى مدينة ترهونة، وكذلك بعض الشاحنات التي تمر عبر الطرق السريعة في المنطقة الغربية.
في المقابل يقول محمد معزب عضو المجلس الأعلى للدولة بليبيا لـ"سبوتنيك"، إن المعلومات من مصادر موثوقة، تؤكد أن قوات حفتر هي التي تستهدف الأحياء السكنية والمستشفيات والمطارات.
فيما قالت مصادر ميدانية من داخل العاصمة طرابلس، إنه من غير المستبعد قيام مجموعات من المرتزقة في الغرب الليبي بضرب واستهداف المدنيين.
المصادر ذاتها أوضحت في حديثها لـ"سبوتنيك"، أن الجيش الليبي يقوم بضربات جوية تستهدف مواقع حساسة قريبة من مواقع سكنية تلحق بالضرر للمدنيين.
وأشارت المصادر إلى أن الوضع في ليبيا أصبح خطيرا، خاصة بعد تحول مشهد بين المدن والقبائل، وهو ما يشكل عقبة أمام أي مسارات حل في المستقبل.
قبل أيام استهدفت منطقة شارع الزاوية ومحيط مستشفى طرابلس المركزي ومنطقة طريق السور وشارع الجمهورية والمناطق المجاورة، ما أدى إلى سقوط عدد من الضحايا في صفوف المدنيين.
في الوقت الذي اتهمت فيه حكومة الوفاق الجيش الليبي بقصف المنطقة نفى اللواء أحمد المسماري المتحدث باسم القائد العام قيام الجيش بقصف المنطقة.
وأضاف المسماري، أن من أهدافها كذلك "تأليب الشارع في طرابلس ضد القوات المسلحة، بهدف استقطاب عدد أكبر من المقاتلين، بسبب عزوف شباب العاصمة عن القتال مع الميليشيات، وفرار أو مقتل عدد كبير من المرتزقة الأتراك، وامتناع عدد آخر عن التوجه من شمال سوريا إلى ليبيا".
مصادر ميدانية في العاصمة أبدت تخوفها من استعمال المرتزقة الذين وصلوا إلى ليبيا استعمال غازات محرمة دولية ضد المدنيين في طرابلس، وأن هذه الفرضية تأتي في إطار حشد الرأي العام ضد الجيش الليبي في العاصمة.
في الوقت ذاته تؤكد حكومة الوفاق أن الجيش الليبي لجأ لقصف المنازل بعدما أخفق في السيطرة على العاصمة، وخسر بعض المدن في الغرب.
وفي وقت سابق دعت الأمم المتحدة، إلى ضرورة وقف إطلاق النار في ليبيا، مشيرة إلى أنه إذا كان أمام ليبيا أي فرصة لمواجهة كورونا فهي أن يتوقف الصراع فورا.
وقال ستيفان دوجاريك، المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش: "يتواصل القتال في العاصمة الليبية طرابلس وضواحيها، رغم الدعوات المتكررة لوقف الأعمال القتالية للسماح للسلطات بالتركيز على مقاومة جائحة كورونا".
وأضاف: "وردت أنباء اليوم عن إطلاق صواريخ في طرابلس، مما أدى إلى سقوط ضحايا مدنيين، كما تم الإبلاغ عن أعمال عدائية بالقرب من مستشفى طرابلس المركزي".
وتابع: "يقول شركاؤنا في المجال الإنساني إنه إذا كان أمام ليبيا أي فرصة لمواجهة جائحة كورونا، فهي أن يتوقف الصراع على الفور".