القبض على قرداش
عبد القادر النايل المحلل السياسي العراقي، يرى أن هذا الإعلان هو "مجرد إنجاز وهمي كاذب" بهدف التغطية على أزمات كثيرة في العراق لأنه
"من المعلوم أن هناك أزمات كبيرة في العراق بدءا من الانهيار الاقتصادي المتسارع إلى اتساع رقعة التظاهرات المطالبة بحل البرلمان وإسقاط الحكومة، بعد فشل الكاظمي بتقديم قتلة المتظاهرين أو الإفراج عنهم، لا سيما أنهم في سجون معلومة، فضلا عن انطلاق تظاهرات تطالب بإطلاق رواتب الأجور اليومية والعقود التي أصبحت أزمة تلوح بالأفق، وكشفت أن حكومة الكاظمي لا تستطيع معالجتها في المستقبل القريب".
وتابع في تصريحات لـ"سبوتنيك" أنه "بعد كل تلك الاخفاقات خلال الأيام القليلة الماضية، أرادت حكومة الكاظمي تسويق إنجاز وهمي كاذب بإعلانها عن اعتقال قرداش خليفة البغدادي.
ولفت "في عام 2019 سلمت قسد قرداش للسلطات الحكومية في العراق، ولكن فوجئنا بإعلان حكومة الكاظمي عن اعتقال ما يسمى خليفة البغدادي الذي أكدنا في وقت سابق عن خليفة البغدادي، وتوصلنا إلى نتيجة مهمة أنه إذا أصبح قرداش الخليفة، فإن هذا انهيار كامل لمبدأ الخلافة التي تدعو إليه داعش، لأن من شروط الخلافة وبقاء التنظيم أن يكون الخليفة عربي من أصول قريشية".
وأوضح المحلل السياسي، "ما يحدث من إعلان السلطات الحكومية من اعتقاله الآن، هو لتصدير أزماتها التي لا يمكن أن تحلها مثل الكهرباء والبطالة ونقص الغذاء والدواء لدى العائلة العراقية، وفشلهم في التصدي لوباء كورونا الذي بدأ يتسارع في اجتياح المدن العراقية، مما اضطروا بخطة فاشلة أخرى من عزل المدن بالحواجز الكونكريتية، وبذلك تبرير فشلهم على جميع المستويات، ونؤكد أن هذا التضليل أصبح مكشوفا للشعب العراقي حتى لو تم تسويق ذلك إعلاميا".
من هو قرداش
أما محمد كريم الخاقاني الباحث السياسي العراقي فيرى أن "القبض على قرداش هو إنجاز يحسب لجهاز المخابرات الوطني العراقي، حيث تم الإعلان عن عملية نوعية وصيد ثمين تمثل في إلقاء القبض على أبرز المرشحين لخلافة الإرهابي أبو بكر البغدادي، زعيم تنظيم داعش الذي تم قتله بناء على معلومات جهاز المخابرات الوطني العراقي في عملية أمر بها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، ونفذتها قوات أمريكية خاصة في قرية باريشا بريف محافظة إدلب السورية في 27 تشرين الأول 2019".
وتابع الخاقاني "بايع قرداش أبو بكر البغدادي وكان يعد كاتم أسراره وشارك في معظم المعارك في كوباني والسيطرة على مدينة تدمر وحلب والباب والباغوز في سوريا، وكان يشرف على تصنيع المواد المتفجرة ومسؤول عن صناعة ومتابعة وتطوير غاز الخردل والذي تم استخدامه من قبل عناصر تنظيم داعش ضد القوات العراقية، وكان يسمى بوزيرالتفخيخ في تنظيم داعش الإرهابي، وكان لقرداش دورا مؤثرا في أغلب عمليات المفاوضات مع الفصائل الإرهابية الاخرى".
وأوضح الباحث السياسي، "يمكن أن نستدل على أبرز معطيات العملية الناجحة لجهاز المخابرات الوطني العراقي حيث يأتي الإعلان عن عملية إلقاء القبض على قرداش في ظل عودة نسبية لنشاط تنظيم داعش الإرهابي في عدد من المناطق والمدن العراقية، في صلاح الدين وكركوك شمال ديالى شرقا وهي منطقة مثلث الموت، التي يستغلها التنظيم بين الحين والآخر لشن هجماته على القوات العراقية المتمركزة هناك".
وأشار الخاقاني إلى أن "تجدد هجمات تنظيم داعش الإرهابية في الآونة الأخيرة يعكس قدراته على شن الهجمات وتنفيذ الاعتداءات على بعض المناطق في شمال بغداد وغربها، وهذا يجعلها من المناطق الأكثر تهديدا التي تستهدف القوات العراقية، وكان التنظيم استهدف محافظة صلاح الدين في بداية شهر مايو/أيار الحالي في هجوم دموي أسفر عن إستشهاد 10 من عناصر الحشد الشعبي".
ومضى بقوله "هذه العملية تكشف عن قدرة جهاز المخابرات الوطني العراقي على تتبع عناصر التنظيم الإرهابية والقبض عليهم في اللحظة المناسبة بناء على معلومات استخبارية دقيقة وبالتالي يعد إلقاء القبض على قرداش مقدمة للحصول على معلومات ستكون مهمة من أجل مواصلة القبض على القياديين الهاربين من تنظيم داعش".
قرداش والتحالف
من جانبه قال الدكتورعبد الستار الجميلي أمين الحزب الطليعي الناصري العراقي: "في ظني أن هذا الرجل هو أحد قيادات داعش الإرهابي وليس الخليفة المفترض، لأنه سبق لداعش الإرهابي أن أعلن عما سماه بمبايعة أبو إبراهيم القرشي، واسمه الحقيقي أمير محمد عبد الرحمن المولى، كما إن أمريكا نفت أن يكون هذا الرجل هو خليفة البغدادي".
وأضاف الجميلي لـ"سبوتنيك"، "تدور الآن معلومات متعارضة ومن مصادر متعددة حول حقيقة القرداش ومتى وكيف اعتقل، خصوصا أن هناك معلومات بأنه معتقل سابق لدى ميليشيا ما يسمى بقوات سورية الديمقراطية، لكن الأمر فيما يبدو مسألة معنوية ذات مردود إيجابي على جهود مكافحة إرهاب داعش الذي بدأ ينشط مؤخرا في العراق، مستغلا تزامن الأزمات السياسية والأمنية والصحية والاقتصادي".
ولفت الجميلي إلى أنه "في كل الأحوال لم تعد هناك ثقة بما سمي بالتحالف الدولي الذي تدور علامات استفهام كثيرة قد تصل إلى حد اليقين بدعمه للإرهاب، وتحريكه لداعش الإرهابي من هذه الدولة العربية إلى تلك، تحقيقا لأهدافه الخاصة في استمرار الفوضى والعدوان الخارجي، كما يحدث في العراق وسوريا وليبيا وغيرها من الساحات العربية".