"احتلال لم يرحم أحدا"... فظائع النازيين في مقاطعة روسية

ارتكبت قوات النظام النازي الجرائم الوحشية في الأراضي الروسية التي تمكنت من احتلالها في بداية عدوان ألمانيا النازية على روسيا في عام 1941.
Sputnik

كشفت الوثائق التي أماط جهاز الأمن الروسي اللثام عنها مؤخرا والتي أظهرت، حجم الفظائع التي اقترفها النازيون بحق المدنيين وأسرى الحرب في مقاطعة سمولينسك في فترة ما بين صيف 1942 وربيع 1943 عندما تم تحرير مقاطعة سمولينسك من سيطرة النازيين.
التعذيب الوحشي
ارتكب المحتلون الجرائم الوحشية بحق نزلاء معسكر الاعتقال في مدينة فيازما وبينهم أسرى الحرب وسكان المدينة والنساء والأطفال الرضع، حيث كان يموت يوميا من 200 إلى 250 من نزلاء معسكر الاعتقال، بسبب الجوع والأمراض أو يتم إعدامهم رميا بالرصاص.
وبعد طرد المحتلين من المدينة عثر في أحد شوارعها على أعداد كبيرة من جثث نزلاء معسكر الاعقتال، وبلغ إجمالي عدد ضحايا الاحتلال النازي في مدينة فيازما 20- 30 ألف شخص، وتم إعدام جميع سكان المدينة من أصل يهودي.

وعثر في مقبرة المدينة على ترعة طولها 100 متر وعرضها 4 أمتار ممتلئة بجثث أسرى الحرب من أفراد الجيش الأحمر والمدنيين، وبلغ إجمالي عدد قتلى الاحتلال النازي التي دفنت جثثهم في مقبرة المدينة نحو 3 آلاف قتيل منهم النساء والأطفال.

وارتكب المحتلون الجرائم الوحشية بحق ولم يسلم سكان منطقة سيتشوفكا من جرائم الجيش النازي الوحشية، حيث عثر في أحد أطراف مدينة سيتشوفكا على جثث أسرى الحرب من أفراد الجيش الأحمر الذين تعرض الكثيرون منهم لتعذيب وحشي حيث تم قطع آذانهم وأنوفهم وأعضائهم التناسلية، وشملت عمليات التعذيب الوحشي الطعن بالسكين، وقُتل 3 آلاف شخص، على أقل تقدير، بالطريقة الوحشية هناك.

كما وعُثر في مزرعة يوشينو، على 4 جثث لصبيان قُتلوا بعد قطع آذانهم وتحطيم رؤوسهم.

ولم يخجل المحتلون من توثيق فظائعهم، حيث  ضُبطت بحوزة أحد القتلى الألمان في منطقة سيتشوفكا الصورة الفوتوغرافية التي تُظهر إعدام المدنيين شنقا.

الدهس بالدبابات

وعن فظائع النازيين بحق سكان منطقتي دوخوفشينا وبوتشينكي أفاد أحد التقارير التي رفعها بيوتر كونداكوف، رئيس مديرية الأمن في مقاطعة سمولينسك، إلى وزارة الداخلية في العاصمة موسكو أن 100 من جنود الجيش الألماني احتلوا قرية نوفوسيولكي وأحرقوها في 20 مارس/آذار 1942، وذلك بعدما هاجمت إحدى فصائل المقاومة الشعبية مجموعة من الجنود الألمان قرب القرية، وقتلت 5 منهم وأسرت أحدهم، وأوقف الألمان كل من سار قرب القرية، ثم أطلقوا نار المدافع الرشاشة على جميع الرجال الموقوفين مع الأطفال. ووجد بين القتلى الـ23 رجل مسن في الثالثة والسبعين من عمره وفتى في العاشرة من عمره.

وارتكب المحتلون جريمة قتل وحشية بحق سكان قرية كيجينتسي في منطقة دوخوفشينا في 22 مايو/أيار 1942، وقُتلت فتيات وشابات القرية بعد أن تم اغتصابهن وقطع الأثداء والأطراف، كما وقُتلت الكثيرات حرقا أو دهسا بالدبابات، وعثر في موقع الجريمة على 59 جثة للنساء والأطفال.

ومارس الغزاة الألمان الفظائع بحق الأسرى المحتجزين في مخيم أسرى الحرب في ريف مدينة سمولينسك، وأحجم السجّانون عن إطعامهم أو بالكاد حتى يذهبوا ضحية الأمراض الوبائية، وخلص الممرض الذي قام بفحص المرضى حسب توجيهات القيادة الألمانية، إلى استنتاج أن بعض الأسرى أصيبوا بحمّى التيفوس، وأنه ثمة خطورة في استشراء المرض.

وفي نفس اليوم تم إعدام جميع المرضى والمصابين بالوهن رميا بالرصاص، ورمى الجلادون جثثهم في قبو منزل وتم رمي من لم يمت في القبو حتى يموتوا هناك.

الاستعباد

الأمم المتحدة: يجب ألا ننسى أبدا تضحيات الشعب السوفيتي في الحرب العالمية الثانية
ولم يرحم المحتلون النازيون أحدا، وكشف أحد التقارير أنهم طردوا 100 معاق من دارهم في نوفمبر/تشرين الثاني 1941، ونقلوهم إلى منزل بارد غير مريح ليموت 48 منهم.

وتفنن المحتلون النازيون في أحيان كثيرة في تعذيب ضحاياهم، حيث أجبروا الأسرى ممن حاولوا الفرار من المعتقل على الجري أمام الخيول حتى الرزوح تعبا، ثم قتلوهم رميا بالرصاص.

ويذكر أحد التقارير أن المحتلين اغتالوا 10 شابات رميا بالرصاص ولم يسمحوا لأقاربهن بدفنهن.

وكثيرا ما أحرق المحتلون سكان القرى في بيوتهم، وقتلوا من حاولوا الفرار من البيوت المشتعلة بالرصاص وتم اغتيال المئات بهذه الطريقة وارتكبوا في أحيان كثيرة جرائم القتل الجماعي، ومن ضحايا هذه الجرائم الأطفال والمسنون والحوامل والممرضات وتم استعباد الناجين.

وأرغم المحتلون 4096 شخصا من سكان منطقة فيازما 656 منهم أطفال، على الذهاب إلى العمل في ألمانيا، وفي منطقة إيزنوسكوفو تم استعباد 12 ألفا من أصل 25 ألف شخص الذين عاشوا في المنطقة قبل الاحتلال، وفي مناطق غجاتسك وتيومكينو وفسخودي تم اقتياد 5419 شخصا منهم 624 طفلا، و3944 و16166 شخصا إلى مناطق محتلة أخرى في مؤخرة القوات الألمانية.

الأعوان

وتحتوي إحدى الوثائق على أقوال إمرأة من سكان مدينة سمولينسك التي كشفت لرجال الأمن في عام 1963 أنها رأت أكثر من مرة كيف أن الألمان اغتالوا المدنيين رميا بالرصاص، ثم رموا جثثهم في الحفر. وكان للجلادين أعوان من السكان المحليين، حسب شاهدة العيان التي عاشت خلال الحرب في ريف سمولينسك. وحفظت شاهدة العيان في ذاكرتها ملامح وجه أحد المتعاونين مع المحتلين بعد أن واجهته وجها لوجه حين طرد الأبقار التي رعتها من الحُفر الحاوية على جثث الضحايا.

وعلمت شاهدة العيان في ما بعد أن اسم هذا الرجل "يغور"، والتقته في القطار الذي حملها إلى معسكر الاعتقال الذي عمل "يغور" حارسا فيه، وكان المعتقل محاطا بالأسلاك الشائكة، ولكن الأطفال من نزلاء المعتقل تمكنوا من التسلل تحتها ليذهبوا إلى القرى المجاورة طالبين الخبز. وهدد "يغور" بقتلهم.

وفي عام 1963 خيل لها أنها ترى هذا الرجل في الترام في سمولينسك. ووقف "يغور" في مقدمة الترام بينما وقفت شاهدة العيان في مؤخرته. وحاولت تعقّبه بعد أن غادر الترام، ولكنه اختفى.

وذكرت المرأة في إيضاح قدمته إلى السلطات الأمنية، أسماء الناس الذين ربما يعرفون الخائن.

مناقشة