فقد نجح المزارع السوري حسان خليفة، بإنشاء أول مزرعة لدودة الأرض في سوريا كأول مشروع مدر للأرباح وبتكلفة منخفضة من خلال إنتاج السماد العضوي "فيرمي كومبوست Ver mi composting" وبكميات اقتصادية تغني عن الأسمدة الكيميائية المضرة للتربة ولصحة الإنسان في آنٍ معاً، ما يوفر إمكانات مالية كبيرة على القطاعين الزراعي والصحي.
لا داعي للهجرة فالفرصة ما زالت سانحة
في تصرح خاص لوكالة "سبوتنيك" دعا خليفة الشباب إلى عدم الهجرة خارج البلاد طلباً للعمل لأن الفرصة سانحة في بلادهم للبدء بمشاريع صغيرة ذات مردود كبير، وقال: "الحل بأن يبدؤوا مشاريعهم في قطاع الزراعة بهذا المشروع الصغير لتربية دودة الأرض، ويمكن أن يبدؤوا بـ100 دودة باعتبار أن أسعار الديدان مرتفعة عالمياً 125 دولار للكيلوغرام الواحد ويمكننا تزويدهم بهذه الدودة وبالخبرة اللازمة لتربيتها، ومع الوقت سيكبر ستتكاثر الديدان وسيزداد إنتاجها من "الفيرمي كومبوست" و"Castings" السائل ويمكن أن يتدرج الدخل الشهري إلى أن يصل إلى مليوني ليرة سورية حسب كمية الإنتاج والتوسع بالمشروع".
20 طنا من السماد العضوي شهريا
وعن بداية مشروعه قال: "بدايتي في تربية دودة الأرض تعود إلى عام 2007 في قرية المليحة بمحافظة درعا (جنوب سوريا) وكانت بداية ناجحة وبدأت بإنتاج وبيع السماد وتوزيع كميات منه مجاناً للأصدقاء وبعد ذلك توقف المشروع بعد اندلاع الحرب واضطراري للخروج من القرية إلى مدينة دمشق، وفي عام 2017 بدأت ثانيةً بتربية دودة الأرض بكمية قليلة من الشرانق في غوطة دمشق الشرقية، حيث تكاثرت الشرانق ووصل إنتاج المشروع أسبوعياً إلى 4 أطنان من السماد العضوي (فيرمي كومبوست)، علماً أن سعر الطن عالمياً يصل إلى 1000 دولار، لكن في سوريا هو أقل من ذلك بقليل إذ يباع الكيلو بـ(800) ليرة سورية".
كوبا تجاوزت الحصار... وسوريا ستفعلها
وعن مدى قدرة سوريا على تجاوز ظروف الحصار لتأمين مستلزمات الإنتاج الزراعي قال خليفة: "يجب أن نجد حلولا من خلال الزراعة فسوريا بلد زراعي وكنا نأكل ونطعم غيرنا في مرحلة سابقة من خلال التصدير أما اليوم فنحن نستورد، وكنا قبل الحرب نستورد الأدوية الزراعية والأسمدة، أما اليوم فنحن نعاني من الحصار ولا نستطيع أن نؤمن ذلك من خارج البلاد، ولهذا علينا أن نعتمد على أنفسنا فكوبا كانت تعاني من الحصار في عام 1986، وبدأت بإنتاج سماد (فيرمي كومبوست) بأربع صناديق صغيرة فقط ووصل إنتاجها منذ أكثر من عشر سنوات إلى 100 ألف طن من السماد العضوي واستطاعت بذلك حل مشكلة تأمين الأسمدة والأدوية الزراعية وحالنا في سوريا شبيه بذلك ويمكننا أن نفعل ذات الشيء ونوفر الأموال الطائلة ونحمي الصحة العاملة من خلال الاستغناء عن استخدام الأسمدة الكيميائية التي تسبب الأمراض والسرطانات التي تكلف الدولة مليارات الليرات في تأمين الأدوية والجرعات الكيميائية للمرضى".
الفيرمي كومبوست يتخطى الأضرار الكيميائية
وأضاف خليفة: "ضرر الأسمدة الكيميائية أكبر من نفعها فرغم أنها تعطي إنتاجاً جيداً في السنة الأولى والثانية والثالثة لكنها في السنة الرابعة لن تكون مفيدة لأن التربة ومع مرور ستكون بحاجة إلى كميات أكبر من السماد إلى الحد الذي يضر بالتربة وبالمزروعات وبالتالي بحجم وجودة الإنتاج الزراعي، أما سماد (الفيرمي كومبوست) العضوي فهو سماد تراكمي فحين نضيفه إلى التربة لأربع سنوات متتالية، فلن نكون بحاجة إلى إضافة السماد في السنة الخامسة لأن التربة تكون قد امتلأت بالأحياء الدقيقة فالسماد العضوي ذو تأثير تراكمي ولا يضر بالتربة أبداً".
مليار بكتيريا نافعة للتربة في كل غرام
زيادة إنتاجية الزراعات المائية
وعن أهمية هذا السماد في الزراعات المائية قال: "الزراعة المائية بحاجة إلى تركيب مناسب من الأسمدة ولذلك فأنا أنصح باستخدام سماد (فيرمي كومبوست) إذ تتوفر فيه العناصر الكبرى والصغرى فضلاً عن سهولة استخدامه دون أية مشاكل ويعطي منتج عضوي (أورغانيك organic) ويحقق زيادة في الإنتاج" مضيفاً أن
الدودة تحتوي على البروتين بنسبة 85% من جسمها ولهذا يجب الانتباه إلى أعدائها الطبيعيين من دجاج وطيور وضفادع وزواحف.
واستدرك "لكنها تحمي نفسها من خلال التكاثر باستمرار، ويمكن أن تعيش الدودة في درجات حرارة تتراوح بين 15 – 35 درجة مئوية لكن درجة الحرارة المثالية تتراوح بين 18-19 درجة وطالما نعطيها الجو المثالي، فالتكاثر مستمر في كل الموسم وقد تصل إلى 1000 ضعف في العام الواحد".
الدودة تفرز هرمون السعادة
وأردف قائلاً: "الدودة تتنفس من جلدها فهي تأخذ الأوكسجين من الهواء عبر جلدها أو عن طريق رطوبة التربة فجسمها يفرز مادة لزجة تسهل عليه التنقل في التربة كما يفرز مادة معقمة ترفع (هرمون السعادة) عند الإنسان عند ملامستها وهذه حقيقة ألمسها يومياً خلال عملي في المزرعة، كما يمكن للدودة أن ترمم نفسها في حال قطعت من المنتصف من جانب ما يسمى (السرج) وهو مكان التكاثر في منتصف الجسم".