الأسطول الأهم
ولماذا يعتبر أسطول الشمال أهم الأساطيل الروسية؟ سؤال حملته "سبوتنيك" إلى قائد الحركة الروسية لدعم القوات البحرية، العقيد ميخائيل نيناشيف، فقال "إن خطر الحرب يمكن أن يأتي من الشمال من الولايات المتحدة الأمريكية التي هي "خصمنا الاستراتيجي المحتمل" وسيكون أسطول الشمال هو الذي يصد الهجوم المحتمل وبمقدوره أن يفعل ذلك".
وثمة سبب آخر وراء اهتمام روسيا بتعزيز أسطول الشمال أولاً. وعن هذا السبب قال قائد سابق لأسطول الشمال الأميرال فياتشيسلاف بوبوف، "إنه على العكس من أسطول البلطيق وأسطول البحر الأسود، اللذين يعملان في منطقة جغرافية محدودة ومغلقة، يوجد لأسطول الشمال مدخل مباشر لمحيط العالم".
ويضم أسطول الشمال أكثر من 50 في المئة من القوات البحرية الروسية وأكثر من 40 غواصة متسلحة بالصواريخ ونفس العدد من سفن السطح، وجملة طائرات مضادة للغواصات.
الغواصات الصاروخية
ولهذا السبب تزود روسيا أسطول الشمال أولاً بالغواصات الاستراتيجية، التي تتسلح بصواريخ قادرة على حمل رؤوس نووية، حيث استلم أسطول الشمال مؤخرا غواصة جديدة تعمل بالطاقة النووية من فئة "بوري" هي "كنياز فلاديمير" (الأمير فلاديمير). وتحمل كل غواصة من غواصات "بوري" 16 صاروخا بالستيا نوويا قوة الواحد منها 900 كيلوطنّ.
وحصل أسطول الشمال في عام 2014 على أولى غواصات الجيل الجديد المعروف باسم "ياسين". وتحمل هذه الغواصة اسم مدينة سيفيرودفينسك. وهناك غواصة أخرى من فئة "ياسين" قيد الاختبار. وتحمل غواصات "ياسين" صواريخ قادرة على مكافحة سفن السطح والغواصات وضرب الأهدف الأرضية، ومنها صواريخ "كاليبر" و"أونيكس".
البوارج العملاقة
أوكلت مهمة قيادة أسطول الشمال إلى طراد "بطرس الأكبر" وهو أكبر سفينة حربية في العالم لا يفوقها حجمًا إلا حاملات الطائرات. ويبلغ طول طراد "بطرس الأكبر" 250 مترا وعرضه أكثر من 28 مترا. ويتكوّن طاقمه من حوالي 800 بحار، وتحمل هذه البارجة العملاقة صواريخ "غرانيت" الأسرع من الصوت المضادة للسفن وصواريخ "أوسا" و"كينجال" و"إس-300إف" المضادة للطائرات والصواريخ البحرية المضادة للغواصات.
ويجب أن يحصل أسطول الشمال بحلول عام 2023 على سفينة أخرى مماثلة لطراد "بطرس الأكبر" هو طراد "أدميرال ناخيموف"، الذي يخضع الآن لعملية تحديث، والتي تتضمن تسليحه بأحدث الصواريخ الفائقة السرعة "تسيركون".
المحور الاستراتيجي
ونشأ أسطول الشمال في ثلاثينيات القرن العشرين. واشتركت قطعه في الحرب العالمية الثانية. وانطوى أسطول الشمال أثناء الحرب الباردة على أهمية استراتيجية كقوة توفر الدعم اللازم للصواريخ البالستية العابرة للقارات التي تم تصويبها نحو الشمال، وقاذفات القنابل الاستراتيجية، وتحمي البلاد في الوقت نفسه من الهجوم الصاروخي الممكن. ولذلك كان أسطول الشمال يحصل على الأسلحة الأكثر تطورا والسفن الحربية الأكبر حجمًا. وازدادت أهمية أسطول الشمال في عصرنا الحديث بعد ظهور الأسلحة البعيدة المدى التي يجب توفير الحماية منها.
إلى البحر المتوسط
ويملك أسطول الشمال إمكانيات لحماية البلاد من جهات أخرى أيضا وتوفير الدعم للدول الصديقة في مناطق أخرى. لذا تقوم قطع أسطول الشمال بالرحلات إلى البحار البعيدة.
وأكد قائد أسطول الشمال الأميرال ألكسندر مويسييف، في تصريحات صحفية، أن قطع أسطول الشمال ستستمر في القيام بالرحلات البعيدة، مشيرا إلى أن سكان بعض الدول المطلة على البحر المتوسط سوف يرون علم أسطول الشمال في وقت قريب.