وحسب "أسوشيتد برس"، سيحضر إلى جنازته نحو 6000 شخص شهدوا مراسم تذكارية عامة يوم الاثنين في هيوستن، حيث نشأ.
وتحت أشعة الشمس الحارقة في تكساس، كان المشيعون يرتدون قمصانًا عليها صورة فلويد أو عبارة "لا أستطيع التنفس" -أحدى العبارات الأخرى التي صرخ بها مرارًا أثناء تكبيله من قبل ضابط الشرطة- ينتظرون لساعات لحمل جسد فلويد، الذي كان مرتديا حلة بنية، ومستلقيا في نعش مفتوح باللون الذهبي.
وبعد فترة وجيزة من انتهاء الاحتفال التذكاري، تم وضع نعش فلويد في كفن ورافقه رجال الشرطة إلى دار الجنازات.
ومع خروج القافلة، كان يمكن سماع دانيال أوساروبو البالغ من العمر 39 عامًا، وهو من سكان هيوستن هاجر من نيجيريا يقول "ارقد في سلام".
"لقد أوقفتني الشرطة. أفهم الوضع".. قالها أوساروبو، الذي يعمل كمهندس في صناعة النفط والغاز، مضيفا: "يمكنني أن أتخيل فقط. ماذا لو كنت أنا، ماذا لو كان أخي، ماذا لو كانت أختي، ماذا لو كان ابني؟".
كانت هذه أسئلة طرحها الكثير من الأمريكيين السود ليس في الأسابيع الأخيرة فحسب، بل على مدى عقود.
وأثارت وفاة فلويد الاحتجاجات الدولية ولفتت الانتباه إلى معاملة الأمريكيين ذوي الأصول الأفريقية في الولايات المتحدة من قبل الشرطة ونظام العدالة الجنائية. وفي الأسبوعين الماضيين، حدثت أشياء مفاجئة كان لا يمكن التفكير فيها سابقًا إذ تم إسقاط التماثيل الكونفدرالية، وأعادت أقسام الشرطة في جميع أنحاء أمريكا التفكير في الطريقة التي تقوم بها بدوريات في أحياء الأقليات، وناقشت الهيئات التشريعية سياسات استخدام القوة، والأبيض والأسود والبني أجروا مناقشات ساخنة، حول العرق في دولة من المفترض أن تضمن تكافؤ الفرص للجميع.
وظهرت الدعوات إلى "إلغاء تمويل الشرطة" في العديد من المجتمعات، وخرج الناس في جميع أنحاء العالم إلى الشوارع تضامناً، قائلين إن الإصلاحات والحوار يجب ألا تتوقف عند جنازة فلويد.
كما أعادت وفاته تشكيل السباق الرئاسي. ولإعادة انتخابه، يجب على الرئيس دونالد ترامب أن يتجاوز واحدة من أدنى نقاط رئاسته، حيث أظهرت استطلاعات الرأي الأخيرة أن 8 من كل 10 أمريكيين يعتقدون أن البلاد تسير في الاتجاه الخاطئ وحتى أنها تخرج عن السيطرة.
وحصل الرئيس على دعم في أواخر الأسبوع الماضي، بتقرير وظائف أفضل من المتوقع، لكنه يكافح لإظهار قيادة متسقة على جبهات متعددة، بما في ذلك الاحتجاجات على الصعيد الوطني ضد وحشية الشرطة.
في غضون ذلك، التقى نائب الرئيس السابق جو بايدن بأسرة فلويد، يوم الاثنين، وفقًا لصورة نشرها على تويتر القس آل شاربتون. ويقدم بايدن رسالة فيديو لجنازة فلويد حيث أقيمت الحفل التذكارية في مينيابوليس وريفورد، وكارولاينا الشمالية، بالقرب من مكان ولادة فلويد".
وطوال 14 ليلة، خرج مئات الآلاف إلى الشوارع احتجاجًا على وحشية الشرطة وعدم المساواة العرقية. وفرضت المدن حظر التجول حيث شابت بعض المظاهرات في وقت لاحق الحرق المتعمد والاعتداء وغارات على الشركات. وتم القبض على أكثر من 10000 شخص في جميع أنحاء البلاد، وفقا لتقارير تتبعها وكالة " أسوشيتد برس".
لكن الاحتجاجات في الأيام الأخيرة كانت سلمية إلى حد كبير -وخلال عطلة نهاية الأسبوع، بدا أن العديد من أقسام الشرطة قد تراجعت عن التكتيكات العدوانية. وقال الادعاء، يوم الاثنين، إن آلاف المحتجين في لوس آنجلوس الذين اعتقلوا لانتهاكهم حظر التجول وأوامر الشرطة الأخرى لن يتهموا بارتكاب جريمة.
وكان هناك أربعة ضباط في مينيابوليس اتهموا فيما يتعلق بوفاة فلويد، التي تم تصويرها بالفيديو من قبل المارة، الذين توسلوا الشرطة للتوقف عن إيذائه.
وحكم قاض في مينيسوتا يوم الاثنين بكفالة 1.25 مليون دولار لضابط الشرطة ديريك تشوفين المتهم بقتل من الدرجة الثانية في وفاة فلويد. واتهم زملاء تشوفين السابقين، ألكسندر كوينغ وتوماس لين وتو ثاو، بأنهم متواطئون.
ولم يقل شوفين (44 عاما) شيئا خلال الجلسة التي استغرقت 11 دقيقة أثناء ظهوره على شاشة التليفزيون المغلق من سجن مشدد الحراسة.