ويكون سلاح الدفاع الجوي لأية دولة في حالة استعداد قتالي دائم على مدار الساعة، لأن دقائق معدودة يمكن أن تسمح للطائرات والصواريخ المعادية بتدمير المواقع الاستراتيجية للدولة وقواتها العسكرية.
والعنصر الثاني هو إطلاق صاروخ مضاد لتدميره، ويعتمد ذلك على امتلاك الدولة لمنظومة دفاع صاروخي لديها القدرة على تدمير الصاروخ أو الطائرة المعادية قبل وصولها إلى الهدف.
وتركز غالبية جيوش الشرق الأوسط على امتلاك قدرات دفاعية لحماية سمائها، ضد أي عدوان خارجي يمكن أن يستهدف أراضيها.
تشير تقارير إخبارية إلى أن إحدى دول الشرق الأوسط تسعى للحصول على منظومة الدفاع الجوي الألمانية "إيريس تي" المطورة، التي تضم صواريخ قصيرة ومتوسطة المدى، تمكنها من التعامل مع الأهداف التي تحلق على ارتفاعات منخفضة وتنطلق من مسافات قريبة، خاصة الطائرات المسيرة، التي أصبحت تمثل تهديدا عسكريا خطيرا، لعدم قدرة المنظومات الدفاعية الموجودة حاليا على التعامل معها.
في نهاية 2018، ذكر تقرير لصحيفة "زود دويتشه" الألمانية، أن مصر تستعد لاستلام منظومة الدفاع الجوي التكتيكي "إيريس تي" (إس إل إم)، التي تصنعها شركة "دايل" الألمانية.
وتضم منظومة الدفاع الجوي الألماني نوعين من الصواريخ، التي تمكن مستخدمها من إطلاقها صواريخ موجهة قصيرة ومتوسطة المدى من البر والبحر والجو، وفقا لاحتياجاته الميدانية، إضافة إلى محطات الرادار ومراكز القيادة والسيطرة، بحسب موقع الشركة المصنعة للصواريخ "دايل" ووفقا لما ذكره موقع "أوجين جيراديوس" الألماني:
1- "إيريس - تي": صواريخ موجهة قصيرة المدى (جو - جو) للطائرات الحربية، دخلت الخدمة عام 2005، ويستخدمها عدد من الجيوش الأوروبية، ويمتلك قدرة كبيرة على المناورة ودقة عالية في إصابة الهدف، بحسب موقع شركة الأسلحة العالمية "ساب"، التي تتخذ من السويد مقرا لها.
تصل سرعة الصاروخ إلى 3 أضعاف سرعة الصوت (3 ماخ)، ومداه 25 كيلومترا، ويمكنه العمل من مقاتلات متنوعة منها "التايفون" و"إف - 16"، و"إف - 18" و"تورنيدو" و"جريبن".
2- "إيريس - تي" إس إل: نسخة مطورة متوسطة المدى "أرض - جو"، مداها 40 كيلومترا، دخلت الخدمة في الجيش الألماني عام 2014، وهي نسخة مطورة من النسخة السابقة التي دخلت الخدمة عام 2005، بحسب موقع "إير فروس تكنولوجي" الأمريكي.
ويمكن لهذه الصواريخ أن تدمر العديد من الأهداف مثل المروحيات والصواريخ المجنحة والقنابل الموجهة وصواريخ "جو - أرض"، والصواريخ المضادة للسفن، والصواريخ المضادة للرادارات، كما يمكن استخدامها ضد الطائرات المسيرة "درونز".
3- "إيريس - تي" إس إل إس: نسخة مطورة قصيرة المدى، بمنصة إطلاق عامودي (أرض - جو)، بحسب ما ذكره الموقع الأمريكي.
4- محطات الرادار الخاصة برصد الأهداف وتعقبها، حيث تعمل مع مراكز الإدارة والسيطرة، في إدارة المعركة مع الأهداف الجوية بداية من عملية الرصد حتى يتم الاستحواذ على الهدف وتدميره.
وتعمل صواريخ "إيريس - تي" بالأشعة تحت الحمراء وتمتلك نظام تعقب عالي الدقة لمتابعة الأهداف بعد الإطلاق، حيث يتم متابعتها عبر الرادارات المحمولة جوا أو عبر تتبعها من القواعد الأرضية، وتحمل رأسا حربيا شديد الانفجار.
ويمتلك الجيش المصري شبكة دفاع جوي تعد من أفضل شبكات الدفاع الجوي في العالم بصورة عامة وفي الشرق الأوسط بصورة خاصة، لأنها تضم أنواع مختلفة من أنظمة الدفاع الجوي الشرقية والغربية، التي تجعل محاولة اختراقها ضربا من المستحيل، لأن كل منظومة يمكنها أن تسد أي ثغرات يمكن اختراقها في منظومة أخرى.
وعلى سبيل المثال تمتلك مصر العديد من منظومات الصواريخ الروسية، متوسطة وقصيرة المدى، التي تستطيع العمل في جميع أجواء الطقس في درجة حرارة تتراوح بين (-50 إلى + 50 سيليزيوس)، ونسبة رطوبة تصل إلى 98 في المئة، أبرزها، بحسب موقع "روس أوبرين إكسبورت" الروسي، صواريخ "تور إم 2"، التي تصنف ضمن منظومات الدفاع الجوي التكتيكية، قصيرة المدى، التي يمكنها حماية المواقع العسكرية الثابتة والتشكيلات المتحركة، لقدرتها على العمل في الظروف الجوية المختلفة، وإطلاق الصواريخ أثناء الحركة وفي وضع الثبات خلال 10 ثوان من اكتشاف الهدف.
كما تمتلك منظومات "بوك إم 2 إي"، ضمن وسائل الدفاع الجوي، المتعددة الأغراض، التي تستطيع صواريخها ضرب أهداف جوية على ارتفاعات تبدأ من 15 مترا، وتصل إلى 25 ألف متر.