وأجرت وكالة سبوتنيك الحوار التالي مع وزير الخارجية عبد الهادي الحويج:
- ما الهدف من وراء زيارتكم إلى موسكو، وماذا تناولت المباحثات مع الجانب الروسي؟
نحن جئنا بوفد يمثل القائد العام للقوات المسلحة المشير خليفة حفتر ومجلس النواب الليبي والحكومة الليبية، وهذه الأطراف الأساسية الثلاثة في المعادلة الليبية، قدمنا إلى روسيا كونها شريك استراتيجي، وهي دولة تهتم بصناعة وبناء السلام في ليبيا، وهي طرف مهم للمساهمة في التسوية السياسية في ليبيا.
زيارتنا إلى روسيا تأتي لوضعها في ضوء آخر التطورات، ومخرجات إعلان القاهرة ومخرجات برلين، وكيفية العودة إلى العملية السياسية وإجراء حوار ليبي ليبي، يشارك فيه الليبيون دون تدخل خارجي، ومن دون ميليشيات أو مرتزقة وإرهاب، وهي من الثوابت التي يريدها الليبيون جميعا.
- كانت هناك زيارة لوفد روسي مقررة إلى تركيا لبحث عدة ملفات منها الملف الليبي، هل تعتقدون أن هناك إمكانية لتسوية روسية تركية حول ليبيا، وما هو تصوركم لهذه التسوية؟
التسوية يجب أن تكون تسوية لا غالب ولا مغلوب، وأن تكون أشبه بالتجربة اللبنانية، وأن يشارك فيها كل الليبيين، فنحن ليست لدينا مشكلة مع الليبين أو القوى السياسية المدنية في ليبيا، نحن مشكلتنا فقط مع الإرهابين والميليشيات والخارجين عن القانون، حيث أنه قد جيء بأكثر من 13 ألف مرتزق من سوريا ومن إدلب تحديدا عن طريق تركيا، ونحن مشكلتنا في التدخل والعدوان والغزو الخارجي التركي.
غير ذلك نحن مع ليبيا لك الليبيين ومع تسوية عادلة، وكل الأطراف عليها أن تقدم تنازلات مؤلمة، وعلينا أن نذهب إلى سلام الشجعان، فشعبنا الليبي يئن تحت الجراح وتحت الألم، وما حصل في ترهونة من حرق وتدمير ونبش القبور، وما حصل في عدة مناطق مثل السبيعة وفي العواتة وفي سوق الخميس، حيث كان يحل الدمار والموت والخراب أينما مرت هذه الميليشيات.
بالتالي نحن ليست ولن تكون لدينا مشكلة مع الليبين، وليست لدينا مشكلة في تسوية سياسية، ونعرف أنه لا بد من الجلوس إلى طاولة الحوار، ونرحب بالجهود الروسية الداعمة لعودة وإحياء المفاوضات وإيجاد حل دائم ومستدام للأزمة الليبية.
- كيف ترون مستقبل المبادرة المصرية؟
طبعا المبادرة المصرية أصبحت دولية ونحن نرى لها مستقبلا، المبادرة تحدثت عن مجموعة ثوابت تلبي طموحاتنا وطموحات الشعب الليبي، ونعتقد أن الكثير من الدول تدعم هذه المبادرة بما فيها روسيا الاتحادية.
- كيف تنظرون إلى الجهود الجزائرية لحل الأزمة الليبية، وكيف تثمنونها؟
الجزائر بلد شقيق وجار وبلد كبير، ويؤثر ويتأثر بالأزمة الليبية، لذلك هو معني بهذه الأزمة، ونرى أن التدخل إيجابي للأشقاء الجزائريين والمغربيين والتونسيين والشقيقة مصر، وهي كلها معنية بالأزمة في ليبيا، وندعوها لأن تتدخل بشكل إيجابي، وأن تساهم في حلحلة الأزمة وإيجاد تسوية سياسية وحلول، وفي تفكيك الميليشيات وغيرها من مطالب الشعب الليبي.
- هل هناك اتصالات مع الرئاسة في تونس؟ وهل ترى أن هناك اختلاف بين موقف الرئاسة وموقف النهضة؟
إلى حد ما نتواصل مع القوى والأحزاب السياسية التونسية، ومع أعضاء البرلمان، ومع بعض أعضاء إئتلاف الحكم في تونس، وبشكل أساسي قوى المعارضة الوطنية والمدنية، والعائلة الديمقراطية كما يسميها أشقائنا في تونس.
وليبيا وتونس شعب واحد في دولتين، وتونس تتأثر بشكل كبير من جراء الأزمة الليبية وتداعياتها، وتؤثر بالحياة الاقتصادية والاجتماعية والثقافية، وينعكس على الأمن والاستقرار هناك، وبالتالي تونس معنية ولكن لا نريد من أحد للأسف أن يجير الموقف الرسمي لتونس ضد بلادنا، وأن تكون تونس -لا قدر الله- منصة يتم بها ضرب بلادنا، أو أن تستخدم تركيا أو تجر تونس لحلبة الصراع، وأن تكون طرفا فيه.
أعتقد أن سياسة تونس عبر التاريخ هي الحياد الإيجابي، والمساهمة في حلحلة الأزمة، وهذه تونس التي نريدها الديمقراطية والشقيقة، والتي نشاركها كل شيء.
- كيف تنظرون إلى الدور الأمريكي في ليبيا؟
الولايات المتحدة دولة مهمة ودولة محورية، ونحن نريد من الولايات المتحدة مع روسيا الاتحادية مع الدول الأعضاء في مجلس الأمن من الصين وفرنسا وبريطانيا أن يعملوا معا، ليس لإدارة الأزمة الليبية بل لحلها، وحل الأزمة الليبة يقوم على تفكيك الميلشيات وجمع ونزع السلاح، ويقوم على حوار وطني شامل لا يقصي أحد، وخاصة القوى السياسية والمدنية، وأن يقوم على العفو الشامل والمصالحة الوطنية التي يشارك فيها كل الليبيون.
نحن نعول على دور الولايات المتحدة الأمريكية، مع الدور الروسي والفرنسي والصيني والبريطاني لحل الأزمة الليبية.
- حكومة الوفاق تقول بأنها لا تريد المشير خليفة حفتر في أي حل سياسي، هل تريد بذلك تعقيد الأمور في ليبيا؟
لا أحد يستطيع أن يقصي المشير خليفة حفتر، فهو قائد للقوات المسلحة العربية الليبية، واختير من مجلس النواب الليبي في مارس/آذار عام 2015، ويقوم بدوره وواجبه وينفذ السياسة العامة لمجلس النواب، وهو المؤسسة الوحيدة المنتخبة، وهو يعبر عن إرادة الشعب الليبي في القضاء على الإرهاب.
من يقول هذا الكلام نقول له، تعالوا وزوروا بنغازي في عام 2013 وعام 2014، عندما كانت الرايات السود، وعندما كانت تقطع الرؤوس ويعلق الليبين على الصلبان في الشوارع، كما حصل للكثير من الليبين مثل عائلة حرير في درنة، وأكثر من 600 من القوى المدنية والعسكرية قضوا بالتفجيرات والتفخيخات، عندما كانت رايات داعش ترفرف في بنغازي.
وهم الذين قطعوا أوصال سلوى بوعقيص أمام أبنائها في بيتها، ومفتاح أبو زيد الذي ذبح عند الإشارة الضوئية في الشارع في منتصف النهار، فالمئات من الليبين ضاقوا ذرعا من الرايات السود وتقطيع الرؤوس في المدن، وبالتالي الليبيون ملتفون حول الجيش والقائد العام وهم يريدون دورهم العسكري خاصة في مكافحة الإرهاب، وضمان الدولة المدنية الديمقراطية التعددية.
- هناك تهديدات من حكومة الوفاق بفتح الحقول النفطية بالقوة، ما مدى خطورة ذلك؟
هذا قرار اتخذه الشعب الليبي، لأن عائدات النفط الليبي تذهب بشكل ذخائر ودبابات وطائرات مسيرة يقتل بها الليبيون، ونحن بدورنا نحاول التواصل والتواسط مع القبائل الليبية ومع الأعيان والليبين من أجل إعادة فتح الحقول، ولكن الليبيون يريدون ضمانات بتوزيع عادل، وبالتالي مهتمون بأن يكون هناك إجراءات تضمن التوزيع العادل للثروة، وإي إجراءات لا تضمن ذلك سيبقي النفط مقفلا.
- كيف سيتم التعامل فيما يخص اتفاق حكومة الوفاق مع تركيا، هل سيكون ذلك عقبة أمام الحل السياسي في ليبيا؟
الاتفاق هو ممن لا يملك لمن لا يستحق، وهو لا يساوي قيمة الحبر الذي كتب به، والاتفاقية الأمنية هي اتفاق إذعان واستعمار جديد، ترسيم الحدود وفقا للمادة 74 من اتفاقية الأمم المتحدة لقانون البحار عام 1982، تقول بأن تسوى المسائل بشكل جماعي في حوض المتوسط، وهذا الإجراء أحادي قامت به الحكومة التركية، وابتزت حكومة طرابلس من أجل الحصول على هذه الامتيازات، وهي حقوق للشعب الليبي والأجيال اللاحقة، ولا يمكن التفريط بها، وهذا الاتفاق لن ينجح ولن يكتب له النجاح.
- هناك موضوع العمالة المصرية المختطفة في ترهونة، وزارة الداخلية لحكومة الوفاق قالت أنها لا تعلم مكانهم، في حين أن قواتهم هي التي دخلت ترهونة، فهل هناك أي معلومات لديكم حول الموضوع ؟
في الحقيقة لا يوجد لدينا معلومات حول هؤلاء العمال، ونحن نتابع هذا الأمر ونتمنى لهم السلامة والعودة الآمنة لبلدهم، ولكن نعرف أن الميليشيات أينما ذهبت تترك الخراب والدمار، ويتم اتهام إخوتنا المصريين والعمال الأفريقية ويتم استخدامهم من قبل الميليشيات.
فالميليشيات قامت بجرائم حرب في ترهونة، وكل ذلك محل متابعة وتوثيق، وسيتم إحالتها إلى الجهات المعنية وخاصة مجلس الأمن والمحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان ومجلس حقوق الإنسان والجامعة العربية، وكل هذه المؤسسات تحال إليها الانتهاكات التي يعاني منها أهلنا في ترهونة، وهذا دليل على أن الجيش الليبي يواجه إرهابيين وميليشيات ومرتزقة وخارجين عن القانون.
أجرى الحوار: أيهم مصا