معركة تحبط خطة المعتدي بالاستيلاء على موسكو وتثني الآخرين عن العدوان

بدأت ألمانيا النازية عدوانها على روسيا في 22 يونيو/ حزيران 1941، وكان من المفروض أن يتكلل العدوان بالنجاح في أقرب وقت بسقوط العاصمة موسكو وكذلك مدينة لينينغراد في يد القوات الألمانية وفقا لخطة الحرب الخاطفة ضد روسيا وغيرها من الجمهوريات السوفيتية المتحدة. وقد حل الخريف ولم يدخل المعتدون العاصمة موسكو.
Sputnik

معدات عسكرية ساعدت القوات السوفيتية على الانتصار في "الحرب الوطنية العظمى"
ومن أجل الاستيلاء على موسكو حشدت ألمانيا 1.8 مليون مقاتل و1700 دبابة و14 ألف مدفع و1390 طائرة، حسب جمعية التاريخ العسكري الروسية.

وقف الهجوم

بدأت هذه القوة هجومها على موسكو في بداية أكتوبر/ تشرين الأول 1941. وتمكن المهاجمون من اختراق دفاعات الجيش الأحمر وتطويق قواته في منطقة مدينة فيازما، ولكنهم لم يتمكنوا من تطوير هجومهم بسبب مقاومة القوات الروسية المحاصَرة التي أوقفت زحف جحافل الغزاة نحو موسكو لمدة أسبوعين.

وممن صنعوا مجدا حين أوقفوا هجوم القوات الألمانية على موسكو، الطلبة العسكريون من مدينة بودولسك و28 من جنود الفرقة الـ316 الذين دمروا 18 دبابة ألمانية في 16 نوفمبر/ تشرين الثاني 1941، والمقاتلة زويا كوسموديميانسكايا التي أعدمها الغزاة شنقا أثناء قيامها بحرق بيوتهم. وقالت زويا للجنود الألمان قبل إعدامها: "كم سعيد مَن يموت دفاعا عن شعبه". 

الهجوم المعاكس

أصبحت المسافة الفاصلة بين القوات الألمانية المهاجمة ووسط موسكو في بداية ديسمبر/ كانون الأول 1941، نحو 30 كم. وتبين لقيادة الجيش الأحمر وقتذاك أن العدو استنفد قواه ولا يملك القوى ليواصل التقدم نحو موسكو. وتم في نهاية نوفمبر/ تشرين الثاني وضع خطة لهجوم معاكس.

بدأ الجيش الأحمر هجومه المعاكس في 5 ديسمبر1941. وما زال الجيش الألماني حينئذ يتفوق على الجيش الأحمر في عدد المقاتلين والآليات العسكرية في حين تقدم الجيش الأحمر في عدد الطائرات.

واشتد الهجوم المعاكس ككرة الثلج حتى أن الغزاة الذين ظنوا أنهم كانوا قد دحروا الجيش الأحمر، لاذوا بالفرار. وتذكر الكثيرون من ضباط الجيش الألماني المصير المحزن لجيش نابليون في عام 1812.

النتائج

تطور الهجوم المعاكس في 8 يناير/ كانون الثاني 1942 إلى هجوم واسع على جحافل الغزاة الذين فروا إلى أماكن تبعد عن موسكو من 100 إلى 350 كم.

ودفع الجيش الأحمر ثمن النصر غاليا، ولكنه أحبط خطة الحرب الخاطفة ضد روسيا، في حين رأى العالم أن قهر الجيش الألماني أمر ممكن. وبينما فكرت كل من تركيا واليابان قبل معركة موسكو في مهاجمة الاتحاد السوفييتي وقفت بعد معركة موسكو موقف المتريث. ويرى مؤرخون أن الحرب العالمية الثانية وصلت إلى منعطف حاد بعد إحباط خطة الحرب الخاطفة ضد روسيا.

مناقشة