وقام فريق مؤلف من ثلاث أطباء متخصصين في طب الأطفال الخدج في أحد مستشفيات فيلادلفيا الأميركية، من تصميم أول نموذج لرحم اصطناعي من شأنه أن ينقذ آلاف الأطفال المولودين مبكرا حول العالم.
ويعوم الجنين في سوائل دافئة ومعقمة يستطيع تنفسها وبلعها والتحرك فيها والنمو مثل الجنين البشري الطبيعي.
وتم تطبيق التجربة الأولى على جنينين لحيوان الماعز، حيث أخذا من رحمي أمهاتهما عبر ولادة قيصرية بعمر حمل يعادل حوالي 23 -24 أسبوعا، وثم وضعا في الرحم الاصطناعي.
وأشار أحد أعضاء فريق البحث، الطبيب ماركوس ديفي، في تصريح للصحيفة قائلا: "في المستقبل القريب، أتوقع أن يكون هذا النظام (الرحم الصناعي) متوفرا في وحدة العناية المركزة للأطفال حديثي الولادة في أغلب السمتشفيات وسيبدو إلى حد كبير مثل الحاضنة التقليدية".
جدل في الأوساط العلمية
لقيت فكرة نقل الأطفال الأجنة اللذين يعانون من خطر الإجهاض المبكر رفضا في بعض الأوساط العلمية والدينية بعد الإعلان عن التجربة، باعتبارها غير ملحوظة أخلاقيا.
ويريد باحثو شركة "CHOP"، (المشرفة على المشروع) حول هذه القضية: "إن هدفنا ليس توسيع حدود قابلية البقاء (الحياة)، ولكن لتقديم إمكانية تحسين النتائج لهؤلاء الرضع الذين يتم إنعاشهم بشكل طبيعي".
ويؤكد الباحثون أن هذف العمل هو فقط الرغبة بإنقاذ الأطفال الأجنة المعرضين للخطر والذين يولدون قبل أوانهم.
ويقول الطبيب ديفي: "سيتم الاحتفاظ بالارحام الاصطناعية في بيئة مظلمة تماما لمحاكاة الرحم البشري، ولكن الأطفال سيكونون مرئيين، حيث يمكن للوالدين أن يشاهدا الجنين".
وتستغرق فترة الحمل الطبيعي لدى الإنسان حوالي 40 أسبوعا، وأي ولادة تتم قبل هذه المدة الزمنية تعتبر سابقة لأوانها، وتعتبر الفترة الواقعة بين 23 و24 أسبوعا هي المفترة التي يمكن للطفل فيها البقاء على قيد الحياة، والتي يعمل الأطباء على وضع أجنتها في الرخم الاصطناعي.