بحسب آراء الخبراء في حديثهم لـ"سبوتنيك" فإن عملية الدمج تساعد على منافسة البنوك الأجنبية، كما تسهم في إمكانية مواكبة التحديات الاقتصادية الراهنة، وما نجم عن أزمة كورونا.
وسيحصل ملاك أسهم بنك سامبا عن كل سهم يمتلكونه على سهم تتراوح نسبته بين 0.736% و0.787% في البنك الأهلي في حال إتمام الصفقة، نظرا لاندماج بنك سامبا في البنك الأهلي واحتفاظ الأخير باسمه وعلامته التجارية.
وسيصدر البنك الأهلي أسهما جديدة تتراوح قيمتها ما بين 1.441 مليون و1.540 مليون سهم تقريباً، بحسب عكاظ.
من ناحيتها قالت المستشارة نوف الغامدي، مستشارة التخطيط الإستراتيجي والتنمية الاقتصادية بالسعودية، إن دخول البنوك الأجنبية وحصولها على الرخص في السعودية، منحها المنافسة أمام العملاء مع البنوك الوطنية.
وأضافت أن من أهم فوائد الاندماج بين البنوك هو إيجاد كيانات مالية قوية قادرة على تحمل أعباء تمويل المشاريع الكبرى، وكذلك مواجهة التحديات الاقتصادية المختلفة التي تعصف بالعالم وتهدد الكثير من الاقتصاديات.
فوائد أخرى تشير لها الغامدي في حديثها لـ"سبوتنيك" ومنها: "دعم مشاريع الرؤية الوطنية، وتحفيز المستثمرين الدوليين والمحافظة على الاستثمار في القطاع المصرفي المحلي، وكذلك دعم مشروعات الدولة".
ترى الغامدي أن الخطوة تعزز التوجه نحو الاندماج في مختلف القطاعات، ما يؤكد قوة المنشآت الوطنية وينعكس على الاقتصاد بشكل إيجابي.
تساؤلات كثيرة حول أسباب هذا الإندماج حيث ذهب البعض إلى أن السعودية تواجه أزمة اقتصادية، إلا أن الغامدي توضح أن أسباب ظهور دمج البنوك في الآونة الأخيرة تكمن في إمكانية تحقيق الاستفادة من وفورات الحجم في كيان قادر على تنوع مصادر الودائع.
شهدت المملكة أول تلك الحالات عام 1996 في اندماج بنكي "القاهرة السعودي" والبنك "السعودي المتحد".
سجلت المصارف السعودية ثاني عملية اندماج لها عند تكوين بنك "سامبا" من البنك "السعودي المتحد" والبنك "السعودي الأمريكي" في عام 1999.
من ناحيتها قالت إيمان فلاتة خبيرة التنمية والاستدامة في السعودية إن عملية الدمج هي الرابعة في تاريخ دمج البنوك السعودية.
وأضافت في حديثها لـ"سبوتنيك" أن البنك الأهلي يملك رأس مال يقدر بـ 30 مليار دولار، ومجموعة "سامبا" 20 مليار دولار، وهو رأس مال ضخمة، في حين أن الحقوق الملكية أكثر من نصف تريليون.
وترى أن الاندماج سيجعل البنك من أكبر البنوك في المنطقة، لمنافسة البنوك الأجنبية ، خاصة أن البنك الأهلي كانت انتشاره وتوسعاته في المنطقة الغربية والجنوبية، في حين أن مجموعة "سامبا" تنتشر في المنطقة الوسطى، وهو ما يساهم في التواجد في نطاق أوسع في المملكة.
تشير إلى أن الخدمات التي يقدمها البنك الأهلي كانت مختلفة عما تقدمها مجموعة "سامبا" ، في حين أن بعض الآراء تذهب إلى أن الاندماج هو مؤشر على الانكماش، خاصة في ظل التراجعات الاقتصادية الحاصلة.
وشددت على أن السعودية بحاجة إلى المزيد من البنوك الكبيرة والصغيرة في مناطق متعددة لتمويل المشروعات وإتاحة التنافسية.
ويقع المقر الرئيسي للبنك الأهلي في مدينة جدة، بخلاف مجموعة سامبا التي يقع مقرها الرئيسي في مدينة الرياض.
ويوجد في المملكة العربية السعودية نحو 30 مصرفا يقدمون خدماتهم لما يزيد عن 30 مليون شخص.