وانتقل النزاع من التصريحات السياسية للدبلوماسيين على وسائل الإعلام وفي المحافل الدولية إلى صراع محتدم في وسائل التواصل الاجتماعي بين مواطني البلدين من خلال التغريدات التي يطلقها الإثيوبيين من جهة وردود المصريين عليها من جهة أخرى.
ونشر الإثيوبيون فيديوهات يسخرون فيها من حق مصر في مياه نهر النيل، وتظهر في أحد الفيديوهات امرأة إثيوبية تقوم بملء المياه في أواني واحد للسودان وآخر لمصر لتقوم في نهاية الفيديو بإفراغ الإناء الخاص بمصر، في إشارة لعدم رغبتهم بمنح مصر حقها في مياه النيل.
وردت مواطنة مصرية على الفيديو الذي أثار عاصفة من الانتقادات، بفيديو آخر من دون أن تنطق بكلمة واحدة.
وتظهر في الفيديو شابة مصرية أمامها كوب من المياه، يفصلها عنه حاجز صغير مبني من ألعاب الأطفال التركيبية (المكعبات)، لتقوم بتهديم الحاجز بكل بساطة، في إشارة إلى إلى تمدير السد، لتتناول بعدها الكوب وتشرب المياه.
لم تتوقف حرب الإنترنت بين المغردين على هذا المنشور، حيث شارك بعض الأشخاص الموالين لإثيوبيا صورة لموزة منقوش عليها امرأة تحمل الحطبا، في مؤشر على دور السد في عملية النهضة.
ليرد المصريين على هذه المنشورات، برسم فرعوني قديم، يظهر فيه أحد الفراعنة يقطع رأس شخص، كتحذير من أن ملء السد يتسبب بعطش بلادهم، وأنهم لن يقفوا مكتوفي الأيدي.
ونشر آخرون فيديو يظهر صراعا بين مقاتيلين، يقوم أحدهما (الإثيوبي) بالكثير من الحركات الاستعراضية قبل النزال، ليرديه المصري قتيلا من الضربة الأولى.
وكان وزير الموارد المائية والري المصري، محمد عبد العاطي، أشار في وقت سابق إلى أن المفاوضات مع إثيوبيا كانت تدور حول سد آخر مختلف تماما عن سد النهضة.
وأضاف الوزير المصري، خلال استضافته بفضائية "دي إم سي" المصرية، "أنه كان هناك توافقا بين مصر والسودان وإثيوبيا على بناء سد في إثيوبيا لمصلحة الدول الثلاث، لكن إثيوبيا قامت ببناء سد آخر (سد النهضة).. الجميع فوجئ في 2011 بقرار إثيوبيا إقامة سد النهضة بشكل منفرد". وتابع "أن ما نريده من إثيوبيا هو طمأنة بشكل واقعي للشعبين المصري والسوداني بـ(اتفاق مكتوب). مشيرا إلى أن التفاوض الإثيوبي في سد النهضة لم يتغير باختلاف الحكومات.
وفي وقت سابق، أكد وزير الخارجية المصري سامح شكري، أن أزمة سد النهضة تهدد مورد المياه لـ100 مليون مصري، وتشكل مخاطر على أمة بأثرها. لذلك لجأت مصر لمجلس الأمن لتجنب التصعيد في هذه الأزمة.