وحسب إعلان الرئيس الجزائري، في وقت سابق، فإن الرفات التي أعيدت تعود لنحو 170 عاما.
وحسب حديث الخبراء لـ"سبوتنيك" فقد بدأت القضية مع اكتشاف جماجم رموز المقاومة الجزائرية في متحف الإنسان بباريس، حين اكتشفها الباحث الجزائري علي فريد بلقاضي في مخازن داخل المتحف في مارس 2011.
وأكد الخبراء أن "من بين أكثر من 18 ألف جمجمة بشرية بمتحف الإنسان، تم التعرف على نحو 500، بينهم 36 قائدا من رموز المقاومة الجزائرية قُطعت رؤوسهم بين"1850 – 1949".
وتعهد الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، خلال زيارة للجزائر في 2017 بإعادة رفات الجزائريين الموجودة في متحف الإنسان في باريس.
وبحسب تأكيد الخبراء، فإن من بين هذه الجماجم "محمد لمجد بن عبد المالك" المعروف باسم "شريف بوبغلة" و"موسى الدرقاوي" و"سي مختار بن قويدر الطيطراوي" والشيخ "بوزيان" قائد مقاومة الزعاطشة " و"عيسى الحمادي" و"محمد بن علال بن مبارك".
من ناحيته، قال الكاتب السياسي نور الدين لعراجي، إن "المبادرة التي أعلن عنها الرئيس ووزير الدفاع تتضمن استعادة 24 من رفات قادة المقاومة الشعبية التي خاضتها الجزائر ضد الاستعمار الفرنسي".
وبحسب حديث لعراجي لـ"سبوتنيك"، فإن "الرفات تعود لشيوخ القبائل في الجهة الغربية والوسطى من الجزائر".
وأوضح أنه "خلال الاستعمار كان الفرنسيون يقطعون رؤس قادة القبائل وتقديمها للسلطات في فرنسا للتأكيد على سيطرتهم على الجزائر".
من ناحيته، قال الحقوقي الجزائري عمار خبابة، إنه "بمناسبة الذكرى 58 لعيد الاستقلال الجزائري، استعادت الدولة رفات 24 من قادة المقاومة الشعبية ورفاقهم، بعد مضي 170 سنة من أجل دفنهم في الأرض التي استشهدوا من أجلها".
وأضاف في حديثه لـ"سبوتنيك"، أنه ضمن هذه الرفات "الشيخ الشريف بوبغلة، الشيخ أحمد بوزيان زعيم انتفاضة الزعاطشة، الشريف بوعمار بن قديدة، مختار بن قويدر تيطراوي" .
وبحسب خبابة فإن "العمل جار للتعرف على البقية ، وتلتحق بهذه المجموعة الأولى رفات الشهداء المنفيين أمواتا، والتي يقرها البعض ببضع مئات".
وحسب تصريحات رسمية، فان الدولة عازمة على إتمام هذه العملية حتى يلتئم شمل جميع " الشهداء"، حسب خبابة.
فيما قالت الكاتبة السياسية حدة حزام، إن "الرفات التي عادت إلى الجزائر يتبعها نحو 500 رفات تدريجيا من بين أكثر من 18 ألف جمجمة".
وأضافت في حديثها لـ"سبوتنيك"، أن "هذه الخطوة جاءت بناء على نضال شخصيات وطنية، وأنها تفتح الطريق للضغط على فرنسا للاعتراف بمجازرها في الجزائر والاعتذار عنها".
هذا المطلب رفعته في الماضي مجموعة من نواب البرلمان، وأجبرت تحت ضغط رئيس الحكومة الأسبق "أويحيى" على التخلي عنه.
يقول الأكاديمي الجزائري إسماعيل خلف الله، إن "نحو 18 ألف جمجمة بشرية في متاحف باريس، وأنه تم التعرف على 36 جمجمة لشخصيات جزائرية من بينها".
وأضاف في حديثه لـ"سبوتنيك"، أن "المجتمع المدني في الجزائر دفع نحو استعادة الجماجم بالضغط على السلطة في الجزائر وفرنسا".
وأوضح أن "استعادة الجماجم يفتح الملف للمطالبة باسترداد كافة الأرشيف المتعلق بالثورة الجزائرية، والدفع نحو الاعتراف بالمجازر التي ارتكبتها فرنسا خلال استعمارها".
وأشار إلى أنه "من المحتمل الذهاب نحو قانون تجريم الاستعمار الذي ظل حبيس الأدراج خلال فترة حكم بوتفليقة".
وحسب بعض الآراء، لم تسترجع الجزائر سوى 2% من أرشيفها في فرنسا، فيما يطالب البعض بضرورة مواصلة المطالبة باستعادة كامل الأرشيف.