وحمل المحتجون في ساحات التحرير، وسط بغداد، نعشا ملفوف بالعلم العراقي، وصور الخبير البارز هشام الهاشمي الذي قتل قرب باب منزله بمنطقة زيونة، شرقي العاصمة، على يد مسلحين مجهولين يستقلون دراجات نارية أطلقوا عليه وابلا من الرصاص.
واتهم المحتجون في يافطات كبيرة طبعت عليها صور الهاشمي "بشهيد الكلمة والحرية"، الأحزاب التي وصفوها بالفاسدة والمجرمة المتنفذة في مفاصل الدولة، والميليشيات، باغتياله بعد تهديده بالتصفية إثر منشورات وتصريحات له تحدث بها عن فساد وعمليات أمنية منها التي نفذتها قوات جهاز مكافحة الإرهاب أواخر يونيو/ حزيران الماضي، ضد قادة من حزب الله.
ورفع المحتجون أوراقا كتبوا فيها: جرائم الاغتيال السياسي طالت جميع فئات المجتمع من مثقفين وقانونيين وإعلاميين ومدرسين ومتظاهرين وناشطين طيلة الشهور الماضية منذ مطلع الأول من أكتوبر/ تشرين الأول العام الماضي، تاريخ انطلاق الثورة الشعبية، وحتى الآن.
كفاكم قتلا...عبارة خطتها النساء باللون الأحمر المعبر عن دماء العراقيين الذين راحوا ضحية مطالبتهم بوطن حر خال من العنف والفساد، للعيش بكرامة وخير بما يتناسب مع الثروات التي يتمتع بها العراق، والتي لا يحصل الشعب منها شيئا.
فيما توجه قسم من متظاهرين ساحة التحرير إلى منزل هشام الهاشمي وسط بغداد لتعزية عائلته وابنائه.
وشارك العشرات من أصدقاء وأقارب الخبير الأمني والاستراتيجي، الباحث في شؤون الجماعات المسلحة، البارز، هشام الهاشمي، في مراسم تشييعه في محافظتي العاصمة بغداد، والنجف وسط البلاد، بعد اغتياله على يد مجهولين، عند باب منزله ليلة أمس.
وحمل المشيعون جثمان رفيقهم الهاشمي من منزله الذي قتل بالقرب منه بهجوم مسلح، في منطقة زيونة، شرقي العاصمة، نحو النجف لدفنه في مقبرة "وادي السلام" أكبر مقبرة في العالم، بالبكاء والألم على رحيله المبكر.
واستقبل المعزون في النجف، جثمان الهاشمي الذي زين نعشه بالعلم العراقي، في مراسم تشييع مهيبة بغياب السياسيين ورجال الأمن، بالقرب من مرقد الإمام علي، قبل أن يوارى الثرى.
وأثار اغتيال الهاشمي موجة غضب شعبي واسعة في البلاد، في ظل انفلات السلاح وتكرر عمليات الاغتيال التي تنفذ حتى في وضح النهار على يد مسلحين بدراجات نارية يرتكبون جرائم قيدت جميعها ضد مجهول
هشام الهاشمي هو من مواليد بغداد 1973، وهو مؤرخ وباحث في الشؤون الأمنية والاستراتيجية والجماعات المتطرفة، ومختص بملف تنظيم "داعش" الإرهابي وأنصاره.