ذولكن وسط معظم الوجوه المعارضة داخل إثيوبيا يبرز دوما اسم، جوهر محمد، الإعلامي الذي اعتقلته السلطات الإثيوبية مؤخرا، ووصفته هيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي" بأنه يهدد عرش آبي أحمد.
وحذر جوهر محمد، 34 عاما، في أكثر من مرة من تحول آبي أحمد إلى حاكم غير شرعي، بسبب سياساته الأخيرة.
ويقبع جوهر حاليا في السجن، بعد اتهامه بأنه على صلة بمقتل شرطي أثناء الاحتجاجات التي اندلعت الأسبوع الماضي، إثر اغتيال المغني الشهير هاشالو هونديسا في العاصمة أديس أبابا.
ورغم أن أنصاره ينفون أي صلة له بمقتل الشرطي، ويتهمون رئيس الوزراء بسعيه للتخلص من جوهر محمد بسبب شعبيته المتنامية في الفترة الأخيرة.
وينتمي جوهر محمد وآبي أحمد لعرقية واحدة، وهي الأورومو، إلا أنهما مختلفان بصورة كبيرة، حيث يطالب الإعلامي البارز بمنح حقوق أكبر إلى الأورومو، وهو ما يرفضه آبي أحمد.
وترى المعارضة الإثيوبية أن اعتقال جوهر يكشف عدم تقبل رئيس الوزراء لأي رؤية بديلة، والتي تبحث إمكانية تأسيس حكومة فيدرالية لمنح الحكم الذاتي للأورومو وعرقيات أخرى، بدلا من فكر آبي أحمد الديمقراطي.
وأشارت "بي بي سي" إلى أن جوهر محمد، قال في تصريحات سابقة: "أنا أورومي قبل أي أشيء، وإثيوبيا فرضت علي".
ولكن ما أثار قلق رئيس الوزراء هو تحول كلمة جوهر "أنا أورومي قبل أي شيء" إلى حملة سياسة تعارض النظام القائم في البلاد، ووجدت منابر إعلامية تدافع عنها.
ولكن حذر آبي أحمد جوهر من "خطأ" فكره، الذي يوقف الإصلاحات الديمقراطية في البلاد، جوهر جوهر ظل معتقدا أن الحكم الذاتي هو السبيل للاستقرار والرخاء الاقتصادي لكل الجماعات العرقية.
أما عن محاكمة جوهر، فتقول الشرطة إنها ماضية في تحقيقاتها تمهيدا لمحاكمة جوهر في قضية مقتل شرطي على يد أحد حراسه -طبقا لإحدى الدعاوى- أثناء مظاهرات اندلعت الأسبوع الماضي في أديس أبابا إثر مقتل المغني الشهير هاشالو هونديسا، الذي اشتهر بتقديم الأغاني المدافعة عن حرية الأورومو.
ويقول أنصار جوهر إن الشرطي لقي مصرعه على يد شرطي آخر بعد خلاف نشب بينهما حول ما إذا كان جوهر يستحق الاعتقال من عدمه.
ولكن يواجه جوهر اتهامات بالتحريض على العنف والذي أدى إلى مقتل 97 شخصا على الأقل في أكتوبر/تشرين الأول الماضي بعد نشره مقطع فيديو قال فيه إن الحكومة تعرّض حياته للخطر برفعها الحماية الأمنية عنه، وهو ما ينفيه جوهر.