ويبرز من بين هذه المآثر ما فعلته غولا كوروليوفا، ابنة الـ20 ربيعا.
الفنانة السينمائية
ولدت غولا في 9 سبتمبر/ أيلول 1922 من أبوين فنانين، وهي موهوبة فطريًا، وبدأت التمثيل في الأفلام السينمائية في عام 1926، ومثلت دور البطولة للمرة الأولى في الثانية عشر من عمرها.
وكان يمكن أن تصبح غولا نجمة سينما، لولا الحرب التي حالت دون تحقيق طموحها. وذهبت غولا إلى الحرب كممرضة متطوعة في ربيع عام 1942.
ستالينغراد
شهد عام 1942 واحدة من أهم معارك الحرب العالمية الثانية هي معركة ستالينغراد. وخاضت غولا هذه المعركة، وهي معركة بين الغزاة المعتدين والمدافعين عن مدينة ستالينغراد، منذ بدايتها في يوليو/ تموز 1942.
وكتبت غولا في رسالتها إلى أبيها في أغسطس/ آب 1942 أنها تعرضت إلى قصف جوي ومدفعي أكثر من مرة وكانت في البداية تشعر بالقلق. أما الآن فقد تعودت ولم تعد تشعر بشيء.
المعركة الأخيرة
لقيت غولا مصرعها في 23 نوفمبر/ تشرين الثاني 1942 بعد أن قامت بإجلاء 50 جريحا من ميدان القتال. وبعد مقتل قائد كتيبتها انبرت لقيادة جنود الكتيبة أثناء الهجوم. وأصبحت أول مَن يدخل خندق العدو ويرمي الأعداء بالقنابل اليدوية. وأوقعت غولا 15 إصابة في صفوف الأعداء.
وذكرت زيناييدا، زميلة ورفيقة غولا، في رسالة إلى والد غولا كتبتها بعد الحرب أنها علمت أن غولا جريحة وهرعت لمساعدتها، ووجدتها مصابة في القدم واليد والرأس والصدر. وواجهت غولا جراحها بشجاعة، ولم تنهَرْ معنوياتها حتى النهاية.
الخلود
صدر في 27 ديسمبر/ كانون الأول 1942 قرار بشأن منح وسام "الراية الحمراء" لها.
وتم تصوير فيلمين عن غولا. وصدرت 5 كتب عنها، وبيعت عدة ملايين من نسخ أحدها.
كما أقيم نصب تذكاري في مكان مقتلها.