في زمن الحرب... نساء روسيا يتطوعن لمحاربة العدو

رأت ألوف النساء من بنات روسيا والجمهوريات السوفيتية الأخرى لزامًا عليهن الذهاب إلى جبهة القتال للدفاع عن الوطن بعد أن اعتدت عليه ألمانيا النازية في عام 1941.
Sputnik

وانضمت أكثر من 800 ألف امرأة إلى الجيش الأحمر أثناء الحرب التي استمرت حتى انهزام الغزاة المعتدين في عام 1945.

افتداء الوطن بالروح

قدمت الكثيرات منهن حياتهن فداء من أجل الدفاع عن الوطن. أصبحت ماريا بوروفيتشينكو، وهي شابة في السابعة عشر من عمرها، واحدة من بنات روسيا اللواتي افتدين الوطن بالغالي والنفيس.

قامت ماريا في 14 يوليو/ تموز 1943 بإجلاء جنديين جريحين من ميدان القتال قرب قرية أورلوفكا في مقاطعة بلغورود. فأصابتها شظية أثناء قيامها بإجلاء جريح آخر هو الملازم كورنيينكو. وغطته ماريا بجسدها لكيلا تصيبه شظايا القذائف، معرضة نفسها للخطر. وكانت الإصابة مميتة. وتمكنت ماريا قبل مماتها من رمي إحدى الدبابات المعادية بقنبلة يدوية.

وقدمت يلينا كوفالتشوك حياتها فداء من أجل تحرير مدينة أليتوس التابعة لجمهورية ليتوانيا من الاحتلال النازي في 15 يوليو/تموز 1944. وكانت يلينا، وهي طبيبة عسكرية، قد أنقذت حياة مئات جنود وضباط الجيش الأحمر.

وأنقذت ممرضة أخرى هي ناتاليا كاتشويفسكايا، حياة 20 جنديا أثناء هجوم إحدى وحدات الجيش الأحمر في 20 نوفمبر/تشرين الثاني 1942. وعندما وجدت نفسها محاطة بالأعداء فجرت نفسها بقنبلة يدوية. وقتل انفجار القنبلة أيضا الأعداء الذين اقتربوا من ناتاليا.

ولدت ناتاليا في موسكو من أبوين فنانين، وأرادت أن تصبح فنانة. وكانت ناتاليا طالبة في معهد الفنون المسرحية حينما بدأت الحرب. وترأست إحدى الفرق المسرحية التي ترددت على جبهات الحرب في عام 1941. وتطوعت للالتحاق بالجيش المقاتل كممرضة في عام 1942.

القتال إلى جانب الرجال

ولم يتمكن الغزاة المعتدون من فتح العاصمة الروسية موسكو، وحاولوا في عام 1942 قطع الإمدادات التي تصل إلى العاصمة عبر نهر الفولغا من خلال الاستيلاء على مدينة ستالينغراد. وكانت ألكسندرا شركسوفا واحدة من أبطال معركة الدفاع عن ستالينغراد. وخاضت ألكسندرا معركة ستالينغراد كممرضة تتمثل مهمتها الرئيسية في نقل الجرحى من ميدان القتال إلى أقرب مشفى ميداني.

وبعد طرد الغزاة من مدينتها انبرت ألكسندرا لإصلاح الدمار الذي أصاب المدينة، وعملت في الوقت نفسه مربية في روضة الأطفال.

وكانت بطلة أخرى لمعركة الدفاع عن ستالينغراد هي أولغا كوفاليوفا تعمل في مصنع الحديد والصلب حينما هاجم الغزاة مدينتها. وتطوعت أولغا لقتال المعتدين في 23 أغسطس/آب 1942 حينما توجه عمال المصنع لمساعدة قوات الجيش الأحمر على طرد الأعداء الذين اخترقوا دفاعات الجيش الأحمر ووصلوا إلى النهر.

وقالت أولغا لمَن حاول إقناعها بالعدول عن نيتها: "عندما بدأتُ العمل في مصنع الحديد والصلب قيل لي إن هذا ليس عملا نسائيا... عملنا معا وسوف نقاتل معا".

ولقيت أولغا حتفها في ميدان القتال في 25 أغسطس.

سائقة الدبابة

حلمت كاتيا بتلوك في أيام الطفولة بأن تصبح طيارة. وحال قصر قامتها (151 سم) دون تحقيق أمنيتها. إلا أن قصر القامة لم يمنعها من أن تصبح سائقة الدبابة.

خاضت كاتيا معركة ستالينغراد كسائقة إحدى الدبابات الخفيفة من طراز "تي-60" التي أوكلت إليها مهمة نقل عمال الإصلاح إلى الدبابات التي تحتاج إلى إصلاح، ونقل الذخائر وإجلاء الجرحى.

وشاركت الدبابة التي قادتها كاتيا في 10 عمليات هجومية دمرت فيها 10 مخابئ للعدو و3 سيارات، وسحقت حوالي 80 من جنود وضباط الجيش الألماني في الفترة من ديسمبر/ كانون الأول 1942 حتى يناير/ كانون الثاني 1943.

تركت كاتيا الخدمة العسكرية في عام 1945 بعد انتهاء الحرب

مناقشة