وعن شاه إيران محمد رضا بهلوي وعلاقته بالمملكة، روى الفيصل: "عندما أعلن الشاه ثورته البيضاء، وباشر الإصلاح الزراعي في فترة الستينيات، كان المد الناصري مناهضا له وهو يبادلهم ذلك، وكل هذا نابع من مناهضة المد الناصري لحلف بغداد الذي أنشئ بالخمسينيات، وكان يضم العراق الملكية وتركيا وباكستان وإيران، وشاه إيران كانت له طموحات في منطقة الخليج، وخصوصا في البحرين، وفي عهده وقبل ذلك كان هناك ما يسمى تمثيل البحرين في البرلمان الإيراني، لكن المحادثات التي تمت بين الملك فيصل وشاه إيران أزالت أي شوائب لهذا التوجه الإيراني فاعترفت طهران بأحقية تقرير المصير في البحرين، وجرى استفتاء تحت إشراف الأمم المتحدة استقلت البحرين بناء عليه، وقبلت إيران بذلك".
وتذكر الفيصل أن "تصريحات صدرت من زعيم الثورة الإيرانية آية الله الخميني وآخرين بأن الإطاحة لن تكون محصورة في شاه إيران، بل لكل من هو شاه في المنطقة، كان هذا مدا ثوريا لنهج الخميني الذي أعلنه قبل سقوط الشاه، لذلك لم يقم بأي رد على البوادر الإيجابية التي أصدرتها المملكة تجاه إيران، بل استمر باتباع النهج الثوري وتصريحاته ضد الملكية كنظام بصفة عامة، ولم يسموا المملكة بالذات، إلا أنه بعد ذلك حدثت بوادر أخرى تنبئ بتوجه مناوئ للمملكة لدى النظام الجديد في إيران".
وكانت إيران أكدت على لسان أكثر من مسؤول، أن "الجزر الإيرانية الثلاث في الخليج الفارسي، جزء لا یتجزأ من إيران التي لن تتنازل أبدا عن حقها التاريخي في هذه الجزر"، فيما اعتبر وزير الدولة لشؤون الخارجية الإماراتي أنور قرقاش، أن طهران "تحرج نفسها باحتلالها الجزر الثلاث طنب الكبرى وطنب الصغرى وأبوموسى".