الحج الذي وصف بـ "الرمزي"، يختلف عن كل المواسم السابقة، حيث سيترك الكثير من الآثار السلبية على الاقتصاد، خاصة في قطاعات الفنادق والطيران والنقل العام والخاص، وكذلك في قطاع التغذية.
موسم استثنائي
وأعلنت وزارة الحج والعمرة، من جهتها، مباشرة الحجاج الذين انطبقت عليهم المعايير والشروط الصحية لحج هذا العام، إجراءات العزل المنزلي الذي يستغرق 7 أيام، ضمن البروتوكولات الصحية التي أقرت لحماية وسلامة الحجاج.
وكانت المملكة قد أعلنت في وقت سابق أنه سيتم السماح لنحو ألف شخص فقط بأداء الحج هذا العام، وذلك بسبب المخاوف من الفيروس، علما أن 2,5 مليون شخص أدوا المناسك في 2019.
وقالت وزارة الحج والعمرة أن نسبة غير السعوديين من المقيمين داخل المملكة هي 70 بالمئة من إجمالي حجاج هذا العام، ونسبة السعوديين 30 بالمئة فقط.
وستكون الأولوية بين المقيمين الأجانب "لمن لا يعانون من أي أمراض مزمنة، ولمن لديهم شهادة فحص مخبري تثبت خلوهم من فيروس كورونا، ومن لم يسبق لهم أداء الفريضة من قبل، ممن أعمارهم ما بين 20 إلى 50 سنة".
أما السعوديون، فسيقتصرون على "الممارسين الصحيين ورجال الأمن المتعافين من فيروس كورونا".
حج رمزي
سعد جميل القرشي، عضو اللجنة الوطنية السعودية للحج والعمرة، قال إن "بسبب جائحة كورونا المنتشرة بات الحج هذا العام مختلفًا عن باقي المواسم الماضية، يمكن أن نطلق عليه حجًا رمزيا".
وأضاف في تصريحات لـ "سبوتنيك"، أن "الحج هذا العام كسر كل التقاليد، حيث لم يعد هناك أي حصص للدول الإسلامية، واقتصر على المواطنين والمقيمين في السعودية، وليس بالأعداد المتعارف عليها، حيث لم يتخط الأعداد 1000 شخص".
وتابع: "الجائحة المنتشرة بقوة جعلت من المستحيل استقبال ملايين الأشخاص في هذا المكان الضيق مثلما يتم كل عام، فهذا الموسم تطبق فيه إجراءات احترازية قوية، من تباعد اجتماعي وكشوف طبية، وحجر صحي قبل وبعد المشاعر، وكل ما يأمن سلامة الحجاج".
وأكد أن "المملكة العربية السعودية لم تعد بحاجة لاستيراد أعداد ضخمة من الخراف (الهدي)، حيث كانت كل عام تستورد الكثير منها من أجل الموسم".
شعيرة بالحد الأدنى
من جانبه قال محمد المعجل، رئيس اللجنة السياحية في الغرفة التجارية والصناعية بالرياض، إن "هناك إشكالية كبيرة واجهت العالم بسبب انتشار جائحة كورونا، وانعكست على المملكة العربية السعودية وموسم الحج هذا العام، حيث اتخذت الحكومة قرارات حكيمة تتمقل في اقتصار الحج على عدد قليل خوفًا من انتشار العدوى".
وأشار إلى أن "قطاع السياحة الترفيهية والدينية هو الأكثر تأثرًا، لكن في الوقت نفسه تزايدت الساحة الداخلية بشكل كبير، حيث سهولة التنقل بين المدن في البلد ذاتها بعيدًا عن تعقيدات وإجراءات السفر والطيران".
وتابع: "السعودية ممثلة في وزارة السياحة دشنت برنامجًا بعنوان "تنفس روح السعودية"، لتعويض الخسائر الاقتصادية وتشجيع السياحة الداخلية الصيفية، ومن المتوقع استقبال 4 مليون سائح بالمملكة، بعوائد تصل إلى 2.5 مليار ريال سعودي".
وأكد أن "الكثير من الإجراءات المتبعة في مواسم الحج الماضية توقفت، ومنها استيراد الأضاحي من الخارج، لكن لم يؤثر بأي شكل من الأشكال على الاقتصاد الوطني".
وأوضح أن "الجائحة أثرت سلبيًا على عوائد موسم الحج، حيث توقفت قطاعات مثل الطيران، والفنادق، والنقل، والتغذية، وتعد مكة المكرمة والمدينة المنورة أكثر المدن المتضررة".
ومن جانبه قال عضو لجنة الثقافة والسياحة بمجلس الشورى السعودي الدكتور عبدالله السفياني إن "السعودية منذ بداية الجائحة أعلنت بأنها وضعت الإنسان وصحته في مقدمة المعادلة مقدمة إياه على كل الاعتبارات الأخرى".
وأضاف في تصريحات سابقة لـ "سبوتنيك"، أن "حج هذا العام الذي يعتبر موسمًا استثنائيًا بسبب الجائحة العالمية، رأت الحكومة السعودية أن تطبق نفس الاستراتيجية السابقة في المحافظة على صحة الإنسان وسلامة حجاج بيت الله الحرام فأعلنت عن حصص المقيمين والسعوديين من حج هذا العام".
وتابع: "وضعت اشتراطاتها الصحية التي تمكنها من ضبط الفضاء الصحي ومحاصرة الوباء ومنع انتشاره ومن ذلك إلزام الراغبين في الحج بإجراء الفحص الخاص بكورونا (PCR)، والأولوية لمن لا يعانون من أي أمراض مزمنة، ومن لم يسبق لهم أداء الفريضة من قبل، ممن أعمارهم ما بين 20 إلى 50 سنة، مع تعهدهم بالالتزام بمدة الحجر التي تقررها وزارة الصحة قبل وبعد أداء الشعيرة، ووفقا لهذه الاشتراطات وتحققها سيتم الاختيار".
إجراءات مشددة
وأعلنت شرطة الطائف، إقامة نقاط ضبط أمنية لمنع المخالفين من دخول المشاعر المقدسة، كما كشفت هيئة أمن طرق الحج، عن تفعيل مراكز الضبط الأمني حول العاصمة المقدسة.
أما مديرية الجوازات، فقد أكدت فرض عقوبات بالسجن وغرامة مالية لمخالفي تعليمات الحج، منوهة إلى أن الشركات التي تنقل حجاج بدون تصاريح ستتلقى عقوبات أيضا.
وكان قائد قوات أمن الحج، قد أعلن عدم وجود حملات أو مكاتب لحج هذا الموسم.