وطلب مدير المرصد الأمريكي العلماء بالتحري والتأكد من صحة ودقة البيانات قبل الإعلان عنها، عبر ورقة بحثية نشرت في وقت لاحق.
وبحسب الصحيفة، فقد رصد العلماء لأول مرة إشارة فضائية غريبة لم يتم رصدها سابقا، لا تنتمي إلى أصناف الموجات المعتادة، كالموجات الضوئية أو الراديوية، بل هي عبارة عن موجة من الجاذبية، يعود أصلها إلى حوالي 1.4 مليار سنة، تم رصدها لأول مرة من قبل العلماء، بعد تخطيها العديد من المجرات وصولا إلى كوكب الأرض.
ورصدت مجموعة مراصد فضائية بشكل متلاحق هذه الإشارة العابرة للزمان والمكان بسرعة فائقة، بتاريخ 14 سبتمبر / أيلول من عام 2015، حيث عبرت خلال أجزاء من الثانية بين مرصدي لويزيانا وهانفورد الذين يفصل بينهما أكثر من 4 آلاف كيلومترا، لتستمر برحلتها في الفضاء بسرعة فائقة.
قرر العلماء التكتم عن هذا الاكتشاف الغريب والذي يثبت صحة النظرية النسبية للعالم ألبيرت أينشتاين، والتي يعود منشؤها إلى صدام شديد يحدث بين ثقبين أسودين يدوران حول بعضهما حوالي 75 دورة خلال الثانية الواحدة.
وبحسب الصحيفة، يتسبب هذا الدوران والتقارب بين الثقبين بحدوث موجات تأخذ شكل الدوامة، تشابه في شكلها الموجات التي تحدثها سقوط الأجسام بشكل عمودي فوق مياه مستقرة.
وتتسبب هذه الظاهرة بنشوء ثقب أسود جديد عملاق يصدر عنه طاقة هائلة بشكل مفاجئ ثم يهدأ.
أكد العالم الفلكي من مرصد "كوت دازور" في نيس بفرنسا، جان إيف فينيت، أن "التريث هي هذه الحالات أمر وارد"، حيث رصد الكثير من الإشارات عبر تاريخ الفلك، والتي أكدت الأبحاث اللاحقة والنتائج أنها كانت كاذبة وغير دقيقة، ما جعل العلماء يتريثون بالكشف عن هذا الحدث الكبير.
واعتبر العالم في مختبر الفيزياء والجسيمات فريدريك ماريون، كنا على وشك "صنع تاريخ جديد، لكن كان علينا تحمل المسؤولية"، معلقا حول التأخر بالإعلان عن الحدث.
وشكلت لجنة علمية لدراسة هذه الظاهرة، حث عقدت أكثر من 24 اجتماعا، أكدت جميع نتائجها على أن عملية الرصد (رصد الموجة) كانت صحية، وأنها لم تكن خاطئة.
وأعلن عن هذا الإنجاز العلمي الكبير بشكل رسمي من قبل مرصد الأمواج الثقالية بالولايات المتحدة في 11 فبراير/شباط من عام 2016، بعد جهود استمرت لأكثر من 40 عاما وشارك فيها أكثر من الف عالم.