وبرغم الأجواء الحارة ومنعهم من قبل مسلحي تنظيم "قسد"، من الوقوف أمام مدخل شركتهم الذي يقع في حي النشوة الشرقية، واصل العاملون اعتصامهم لليوم 30 على التوالي بالقرب من المبنى على التوازي مع استمرارهم بتقديم الخدمات المعتادة لسكان المحافظة، لكن من على الرصيف المحاذي لمبنى الشركة.
ورصدت كاميرا "سبوتنيك" اليوم الأحد 26 تموز/ يوليو، استمرار العاملين في اعتصامهم وإنجاز عدد من المعاملات الخاصة بالمواطنين في الشارع والرصيف المحاذي لشركتهم الواقعة في حي النشوة الشرقية، في حين تواصل ورش الشركة أعمال الصيانة والتأهيل المعتادة في كافة الأحياء حتى تلك الواقعة تحت سيطرة الجيش الأمريكي ومسلحي تنظيم "قسد" الخاضع له.
مدير عام شركة كهرباء الحسكة المهندس أنور عكلة قال لمراسل "سبوتنيك": إنه، مع عدد كبير من العاملين مستمرين في اعتصامهم ودوامهم اليومي على رصيف الشارع قرب مبنى الشركة، وانجاز أعمال المراجعين من المواطنين، مؤكداً "إصرارهم و استمرارهم في اعتصامهم حتى عودتهم إلى مكاتبهم داخل المبنى".
وأوضح عكلة أن "هناك جهود يقوم بها الأصدقاء الروس في القاعدة العسكرية الروسية بالقامشلي بالتنسيق مع محافظ الحسكة لإعادة مبنى الشركة، الذي يسعى مسلحي قوات "قسد" إلى تحويله إلى مقر عسكري، وهو ما أكده لنا العناصر المتواجدين في المبنى".
وقام مسلحو تنظيم "قسد" بتحويل العديد من مباني الدوائر والمؤسسات الحكومية السورية إلى مراكز أمنية للفصائل الكردية، ومن هذه المباني (مديرية الأحوال المدنية (النفوس)، شركة محروقات (سادكوب)، ومديرية الصناعة، والهيئة العامة للرقابة والتفتيش، ومركز حبوب غويران، وفرعا شرطة الهجرة والجوازات والمرور والسجن المركزي) وذلك رغم المطالبات الكثيرة لإعادتها للعمل لما لذلك من أثر كبير على الحياة اليومية للمواطنين في المحافظة.
وتابع عكلة: "العاملون في الشركة من خلال تواجدهم في قسم المباني الفنية الواقعة تحت سيطرة الجيش العربي السوري، مستمرين في مهامهم الفنية بإيصال التيار الكهربائي ومتابعة شكاوى الموطنين ضمن قسم الطوارئ، والعمل على إصلاح الأعطال ضمن جغرافية المحافظة الكاملة ولكل المواطنين من جميع المكونات دون استثناء".
واحتل مسلحو تنظيم "قسد" بقوة السلاح في الـ27 من (يونيو/حزيران) الماضي مقر الشركة العامة لكهرباء الحسكة ومبنى الإدارة العامة للسورية للحبوب وقبلهما مبنى المصرف التجاري وقامت بطرد العاملين منها.
وبتاريخ 11 (يوليو/ تموز) الجاري، تمكن العاملون في المؤسسة السورية للحبوب بمدينة الحسكة من استعادة مقر عملهم بعد اعتصامات استمرت لمدة 16 يوماً بعد دعم روسي.
وبعدها بيوم (في 12 يوليو)، استولى مسلحو تنظيم "قسد" على مركزي الاتصالات في بلدة صفيا شمال مدينة الحسكة و تل عدس بريفها الشمالي الشرقي وأوقف عملهما بعد إخراج العاملين منهما بقوة السلاح، وبعد مفاوضات انسحب مسلحو التنظيم من المركزين المذكورين.
وأشار مراسل "سبوتنيك" بالحسكة بأنه يوم الخميس 23 تموز/ يوليو، قام مجموعة مسلحة من التنظيم الخاضع للجيش الأمريكي يرافقهم عاملين فيما يسمى "دائرة الاتصالات" التابعة للتنظيم، باقتحام مبنى مركز اتصالات بلدة صفيا شمالي الحسكة للمرة الثانية خلال الشهر الجاري.
وتأتي هذه التطورات وسط تزايد وصول التعزيزات العسكرية واللوجستية للجيش الأمريكي إلى قواعده غير الشرعية في محافظتي الحسكة ودير الزور، والذي يقابله التوسع الجغرافي للمقاومة الشعبية ضد هذه التواجد غير الشرعي في منطقة الجزيرة السورية.