وتستند الفكرة، والتي تبدو للوهلة الأولى "شبه مستحيلة"، على إنشاء سد هائل في مضيق جبل طارق، يفصل بين البحر الأبيض المتوسط والمحيط الأطلسي.
وبحسب التقرير النشور في صحيفة " L'Obs" الفرنسية، أشار جون بول فريتز، إلى أن هذا السد سيربط سواحل المغرب العربي بسواحل إسبانيا الجنوبية.
المشروع ليس بجديد، فقد أكدت الصحيفة أن المهندس المعماري الألماني هيرمان سورجيل كان قد طرحه في عشرينيات القرن الماضي لكنه لم ير النور.
وأطلق المهندس على مشرعه، في ذلك الوقت اسم "Atlantropia"، وهو عبارة عن سد كهرومائي بطول 14 كيلومترا يفصل بين المحط الهادئ والبحر الأبيض المتوسط، حيث يتم توليد الطاقة عبر المياه المتدفقة من المحيط إلى البحر والتي تعادل 12 ضعف تدفق شلالات نياغارا.
وأكد المهندس المعماري الألماني صاحب الفكرة الأولى، ضرورة إنشاء مجموعة سدود يمكن من خلالها ضبط مياه المتوسط لتنخفض بنحو 200 متر عن سطح البحر، وتنتشر هذه السدود على مضائق الدردنيل وبين صقلية وتونس، مع ضرورة توسيع قناه السويس والأنها المتصلة أيضا من أجل تخفيض مستويات البحر المتوسط.
وظهر المشروع أيضا في عام 2014، حين طرحه المهندس المعمار في المعهد الفدرالي للتكنولوجيا بلوزان، فونغ نغوين، حيث اعتبر أنه من أجل السيطرة على هذه الكمية الهائلة من المياه ينبغي بناء سدين الأول على مضيق جبل طارق، والآخر في البحر الأحمر بين جيبوتي واليمن، مشيرا إلى ضرورة توفير قنوات مائية للملاحة البحرية وهجرة الكائنات.
لكن الصحيفة اعتبرت أن البحث الأفضل لهذا المشروع، هو المقدم من المهندس جيم جوير من معهد علوم المحيطات في كندا، المنشور في مجلة "المخاطر الطبيعية"، أكد على ضرورة إبقاء فارق متر واحد فقط بين المحطات والبحر الأبيض المتوسط، مع استخدام قنوات بحرية لتساهم في تنقل الكائنات.
لكن جوير حذر من مخاطر هذا المشروع أيضا على الكوكب وعلى البيئة المائية بشكل عام، والحيوانية بشكل خاص، ومن آثاره الجانبية المحتملة على دوران التيارات البحرية التي من الممكن أن تخفض درجات حرارة الكوكب.
ونوهت الصحيفة في ختام المقال إلى أه بالرغم من صعوبة تنفيذ فكرة المهندس هيرمان سورجيل، والتي تقضي بتخفيض مستوى مياه البحر المتوسط بنحو 200 متر، لمنها من جهة أخر أشارت إلى إمكانية تنفيذ سد جوير، نظرا للطريقة الإنشائية التي طرح من خلالها مشروعه، ومع ذلك يبقى هذا الحلم بعيد المنال في الوقت الحالي.