وانطلق موكب التشييع، من مشفى تشرين العسكري، وجاب شوارع العاصمة السورية وصولاً إلى مقبرة الدحداح في منطقة شارع بغداد، حيث صلي على جثمانه ووري الثرى.
الخضراء وهو برتبة عميد، قياد "جيش التحرير الفلسطيني" في عام 1980، خلفا للواء مصباح البديري الذي تولى قيادة المنطقة الوسطى في الجيش العربي السوري حيث رقي الخضراء إلى رتبة لواء عام 1999 بقرار من الرئيس الراحل حافظ الأسد.
وخلال مسيرته خضع الخضراء لعدّة دورات عسكرية في الاتحاد السوفيتي بين عامي عام 1972 و1973، حيث قاد وهو برتبة رائد قوات حطين (أحد تشكيلات جيش التحرير) خلال حرب تشرين عام 1973 في مختلف قطاعات الجبهة السورية، بما في ذلك الإنزال الناجح ضد القوات الإسرائيلية في تل الفرس، وصمد في الدفاع عن قطاع سفوح جبل الشيخ "دربل – حينة – بيت تيما" خلال ثلاثة أشهر من حرب الاستنزاف.
كما خاض جيش التحرير الفلسطيني بقيادة الخضراء إلى جانب الجيش السوري معارك عنيفة ضد اجتياح الجيش الإسرائيلي للبنان عام 1982، حيث تمكنت وحدات جيش التحرير من صدِّ تقدم القوات الإسرائيلية في أكثر من محور في بيروت وضواحيها، وكانت أشهرها معارك المتحف والأسواق التجارية داخل العاصمة اللبنانية، كما وقف جيش التحرير في تلك الفترة بوجه محاولات اقتحام المخيمات الفلسطينية من قبل أحزاب القوى "الانعزالية اللبنانية" التي كانت مدعومة في ذلك الوقت من إسرائيل، وذلك على خلفية الصراع مع القوى الفلسطينية وعلى رأسها منظمة التحرير الفلسطينية.
في عام 2011 ومع انطلاق الحرب على سوريا، دخل جيش التحرير في معارك عنيفة ضد المجموعات الإرهابية المسلحة، أهمها كانت في مخيم اليرموك جنوب العاصمة مع تنظيمي "داعش" و"النصرة"، ومنطقة عدرا العمالية وأطراف مدينة دوما بريف دمشق، إضافة إلى المعارك العنيفة في بادية السويداء ضد تنظيم "داعش" الإرهابي في منطقة تلول الصفا.
يذكر أن اللواء الخضراء من مواليد مدينة صفد عام 1941، عاش طفولته المبكرة في مدن غزة وحيفا في فلسطين التاريخية، وبعد النكبة عام 1948 نزح الخضراء وعائلته إلى مدينة حمص السورية حيث تلقى علومه المدرسية، وفي عام 1960 انتسب إلى الجيش العربي السوري وتخرج من الكلية الحربية بحمص عام 1962 برتبة ملازم، وعمل في وحدات الهندسة العسكرية، ليلتحق في منتصف عام 1966 بعد تأسيس منظمة التحرير الفلسطينية بجيش التحرير (الذراع العسكري للمنظمة) برتبة ملازم أول، حيث عين في القيادة العامة للجيش التي كان مقرها القاهرة.