توتر متصاعد
وأضاف أستاذ العلوم السياسية لـ"سبوتنيك"، "بدلا من سعي بغداد إلى تأمين سيادة العراق بعدم السماح لقوى انفصالية تعبث وتهدد سلامة وأمن العراق وكذا جيرانه، ولذا لجأت الخارجية إلى تنفيذ قرار الحكومة بالإعلان عن إلغاء الزيارة المتفق عليها لوزيرالدفاع التركي، وهو ما يفوت الفرصة للتباحث مع جيرانه في شأن خطير يتفاعل سلبا شمالي العراق".
عجز حكومي
وتابع النوري، إن هذا الوضع والقرار يؤكد مجددا على عجز حكومة بغداد على إدارة الدولة، بالتهاون في معالجة قضايا حساسة تطال ليس أمن العراق فحسب وإنما تهدد تركيا أيضا، ثم إن هذا الأمر يكشف بوضوح إزدواجية السياسة الخارجية تجاه دول الجوار، حيث سبق لإيران أن شنت أكثر من عدوان عسكري على قرى ومدن شمال العراق، ولم تلجأ أو تعبر بغداد عن أي رد دبلوماسي ولو بحدوده الدنيا، مما يعني انحيازا واضحا لإيران حتى وإن تطاولت على مدن وقرى عراقية، إنها سياسة الانحياز والتبعية على حساب العراق وأمنه.
خسائر التصعيد
ومن جانبه قال كفاح محمود الباحث في الشأن الكردي، في سياق العمل الدبلوماسي وخاصة مع دولة تعتبر صديقة مثل تركيا ولديها علاقات تاريخية مع العراق، أدعي أنها لا تستهدف العراق وإقليم كردستان، بل تلاحق معارضين لها من مواطنيها، ينطلقون من قواعد لهم على الحدود الدولية من الجانب العراقي.
وأضاف الباحث في الشأن الكردي لـ"سبوتنيك"، في هذا السياق تم استدعاء السفير التركي وإلغاء زيارة وزير دفاعهم كرد فعل غاضب على استهدافهم لفريق من ضباط حرس الحدود العراقي ومقتل اثنين منهم.
وتابع محمود، الفعل التركي يغدو تصعيدا، ولكني أتوقع أنهم سيعتذرون متحججين بأنهم كانوا يقصدون حزب العمال الكردستاني، هذا التصعيد ليس بصالح تركيا ولا العراق، لأنه سيفضي إلى قطع العلاقات الاقتصادية، ويكلف الطرفين خسائر فادحة.
أكد الباحث في الشأن الكردي على الدور المهم للأمم المتحدة والجامعة العربية في هذا الشأن من أجل إيقاف دوامة العنف في هذه المنطقة التي تسيل فيها الدماء منذ سنوات بفعل الإرهاب والصراعات السياسية الداخلية والخارجية.
رد مشروع
وأضاف فيصل لـ "راديو سبوتنيك" قائلا: "ليس للعراق مسئولية عن انتشار تنظيم بي كا كا في مناطق جبلية وعرة على الحدود، ولن تحل الهجمات التركية المشكلة إطلاقًا، وعلى أنقرة أن تحل مشكلة بي كا كا على الصعيد الداخلي لديها أولًا، عبر المبادرات السياسية والدبلوماسية، وتطوير البنية التحتية للمجتمع الكردي في مناطق الأناضول".
استدعت وزارة الخارجية العراقية سفير جمهورية تركيا في بغداد، فاتح يلدز، على خلفية ما وصفته بـ"الخروقات والانتهاكات المستمرة للجيش التركي، ومنها: القصف الأخير بطائرة مسيرة والذي طال منطقة سيدكان بمحافظة أربيل في كردستان".
وأسفر القصف التركي عن مقتل ضابطين وجندي من الجيش العراقي.
وحملت المذكرة، التي سلمها وكيل الوزارة السفير عبد الكريم هاشم إلى السفير التركي، حكومة الأخير مسؤولية هذا الاعتداء الآثم، كما طالبت الجانب التركي بتوضيح ملابساته ومحاسبة مرتكبيه المعتدين.
وشددت الوزارة في المذكرة على ضرورة أن تباشر الحكومة التركية بإيقاف القصف، وسحب قواتها من الأراضي العراقية كافة، التي استهدفت ولأول مرة قادة عسكريين عراقيين كانوا في مهمة لضبط الأمن في الشريط الحدودي بين البلدين.
وعدت الوزارة في بيان أن ما قامت به تركيا عمل عدائي، وانتهاك لسيادة وحرمة البلاد.
وفي ذات الصدد ألغت الحكومة العراقية زيارة وزير الدفاع التركي إلى بغداد، وكذلك جميع الزيارات المقررة للمسؤولين الأتراك في الوقت الحالي.
وكشف المتحدث الرسمي باسم قيادة العمليات المشتركة العراقية، اللواء تحسين الخفاجي، في تصريح خاص لمراسلة "سبوتنيك" في العراق، عن تشكيل لجان لمعرفة مخبر تركيا في تنفيذها الاعتداء السافر الذي تسبب بمقتل ضابطين كبيرين، وجندي من حرس الحدود.
وأعلن الخفاجي عن اتصالات وتنسيق بين العمليات المشتركة، والجهات الأمنية في إقليم كردستان العراق لتداول الأوضاع الخاصة بالقصف الذي شنته طائرة مسيرة تركية استهدفت سيارة لضابطين من قوات حرس الحدود العراقي، وسائقهما يوم أمس الثلاثاء، في منطقة سيدكان التابعة لأربيل مركز الإقليم.
وأضاف الخفاجي أن الاتصالات لكشف الآلية التي اعتمدها الأتراك في قصفهم، ومن الذي أعطى المعلومات وكيف تم توجيه هذه الطائرة وقصفها للسيارة العسكرية التي تقل آمر اللواء الثاني حرس حدود المنطقة الأولى وآمر الفوج الثالث/اللواء الثاني، ما أسفر عن مقتلهما مع سائقهما.
وأكد تشكيل لجان لمعرفة أسباب هذا الهجوم وكيف اعتمدت تركيا معلوماتها لاستهداف الضابطين العراقيين اللذين كانا في مهمة تفقدية لقوات حرس الحدود بين العراق والأراضي التركية.
وعد المتحدث الرسمي باسم قيادة العمليات المشتركة العراقية، في ختام حديثه، الاعتداء التركي، تطورا خطيرا من غير الممكن أن يستمر.
وقالت خلية الإعلام الأمني، أمس الثلاثاء، في بيان، إن "اعتداء تركيا سافرا جرى من خلال طائرة مسيرة استهدفت عجلة عسكرية لحرس الحدود في منطقة سيدكان وتسببت في استشهاد آمر اللواء الثاني حرس حدود المنطقة الأولى وآمر الفوج الثالث/ اللواء الثاني وسائق العجلة".