البطريرك الماروني يطرح مبادرة لحياد لبنان

جدد بطريرك الطائفة المارونية في لبنان، بشارة الراعي، اليوم الاثنين، دعوته إلى حياد لبنان، كاشفا في هذا الإطار عن مبادرة تتضمن نقاطا محددة لمفهوم الحياد.
Sputnik

بيروت-سبوتنيك.وقال الراعي، خلال مؤتمر صحفي للإعلان عن "مذكرة لبنان والحياد الناشط"، إنه "كان من الضرورة أن نوضح مفهوم الحياد لأن ردة الفعل لم نكن بانتظارها".

وأضاف "لقد كتب الكثير عن هذا الحياد ورأينا أنه من الضروري أن نوضح للجميع رأينا بالموضوع".

وأوضح الراعي أن "المذكرة بسيطة وسريعة، وأبدأ بمعنى الحياد الناشط، الذي يتضمن ثلاثة أبعاد مترابطة ببعضها البعض ومتكاملة".

وأشار إلى أن "المكون الأول هو عدم دخول لبنان قطعياً في أحلاف وصراعات سياسية وحروب إقليمية ودولية، وامتناع أي دولة عن التدخل في شؤونه أو الهيمنة عليه أو احتلاله".

ولفت الراعي إلى أن "المكون الثاني هو تعاطف لبنان مع قضايا حقوق الإنسان وحرية الشعوب وبخاصة الشؤون العربية التي تجمع عليها دولها والأمم المتحدة وبهذه الطريقة يواصل لبنان الدفاع عن حق الشعب الفلسطيني والفلسطينيين في لبنان"، مشدداً على أن "لبنان المحايد يستطيع القيام برسالته في المحيط العربي".

وتابع أن "البعد الثالث هو تعزيز الدولة اللبنانية لتكون دولة قوية بجيشها ومؤسساتها وعدالتها ووحدتها الداخلية لكي تضمن أمنها الداخلي من جهة وتدافع عن نفسها تجاه أي اعتداء يأتي سواء من إسرائيل أو غيرها"، مشيراً إلى أن "الحياد يتطلّب معالجة الملفات الحدودية مع إسرائيل على أساس خط الهدنة وترسيم الحدود مع سوريا".

ولفت البطريرك المارونيّ إلى أن "ميزة لبنان التعددية الدينية والثقافية تجعله حكماً أرض التلاقي والحوار بين الديانات والثقافات عملا بقرارات الأمم المتحدة، لا سيما أنه بحكم موقعه، كان دائماً جسراً ثقافياً واقتصادياً وحضارياً بين الشرق والغرب".

وأشار الراعي إلى أن "لبنان عاش الحياد منذ العام 1920 لغاية أوائل العام 1970، لأنه بحكم دستوره وميثاقه الوطني العام 1943، أعلنت حكومة الاستقلال أن لبنان يلتزم الحياد بين الشرق والغرب، وقد شدد على ذلك ميثاق جامعة الدول العربية عام 1945"، لافتاً إلى أن الميثاق الوطني "أعلن أن لبنان دولة مساندة وليس دولة مواجهة، بما يجعل لبنان عنصر تضامن بين العرب وليس عنصر تفكيك".

واعتبر الراعي أنه "حين تخلينا عن الحياد وصلنا إلى ما وصلنا إليه وكانت الخطيئة الأصلية في اتفاق القاهرة (1969) الذي أعطي للفلسطينيين حق محاربة إسرائيل من الأراضي اللبنانية وكرّت بعد ذلك السبحة، فبتنا في دوامة الحروب المستمرة وبتنا على الحضيض لأن لبنان ما عاد دولة الحياد، ولذلك فإن المخرج الوحيد للخلاص في لبنان هو الحياد".

وشدد الراعي على أن "اقتصاد لبنان يستفيد من نظام الحياد بفضل الاستقرار، فالاقتصاد اليوم على الحضيض بسبب عدم الاستقرار السياسي"، مذكراً بأنّ "لبنان هو خزنة الشرق الأوسط، ذلك أن الاستقرار والأمن يولدان الثقة، ولا سيما أن الدول العربية تثق بالمصارف اللبنانية وقدرتها".

ودعا الراعي الأسرة العربية والدولية إلى أن "تتفهم الأسباب الموجبة التي تدفع غالبية اللبنانيين إلى اعتماد نظام الحياد الناشط، وأن تقر منظمة الأمم المتحدة نظام الحياد".

مناقشة