وسجلت السلطات حوالي 29 حالة (بالإضافة إلى الكثير من المشاهدات) لنفوق حيتان من نوع "ذو المنقار" النادرة في جميع أنحاء أوروبا، ما أثار جدلا واسعا في الأوساط العلمية والبيئية.
وبحسب صحيفة "ديلي ميل" البريطانية، حدث تمرين الناتو الذي استخدم فيه السونار المضاد للغواصات قبالة سواحل أيسلندا في يوليو/ تموز الماضي، وفي غضون أسبوعين بدأت الحيتان النافقة بالظهور في مواقع غير عادية.
وبحسب الصحيفة، فإن السونار الذي يشيع استخدامه في أمريكا ولدى حل "الناتو" يمكن أن يسبب مرض تخفيف الضغط أو شكل من أشكال التخدير في أنواع الحيتان في أعماق البحار ويجعلها تفقد سيطرتها بسبب "التخدير".
ويقول الخبراء إنه من النادر للغاية رؤية حوت منقار في تلك المناطق، وبالتالي فإن العثور على الكثير من الحيتان والعوالق في المياه الضحلة في فترة زمنية قصيرة يشير إلى سبب واحد فقط (تدريبات الناتو).
وتم العثور على اثنين من الحيتان النادرة في أعماق البحار على الشواطئ البريطانية خلال 24 ساعة في مناطق متقاربة نهاية الأسبوع الماضي.
ويعتقد الخبراء أن هذه الحيتان لا يمكن أن تتغذى إلا في أعماق المحيط، ولذلك عندما تظهر في المياه الضحلة يمكن أن يؤدي ذلك لموتها لأنها لا تستطيع العثور على مصادر للغذاء.
ونوهت الصحيفة إلى أنه قد تكون العواصف والطقس السيئ في الآونة الأخيرة وراء هذا الجنوح الغريب للحيتان، لكن الباحث الهولندي المتخصص بالحيتان، جيروين هوكينديك، يقول إن تمرين السونار هو السبب المحتمل.
وكتب العالم الهولندي، الذي كان يراقب حركة الحيتان في هولندا، على مدونته أن نفوق هذه الحيتان هو نتيجة مباشرة للسونار العسكري.
وقال: "إذا كان الأمر كذلك، فإن الحيتان المنقارية التي نراها نافقة على شواطئنا ماهي إلا مجرد غيض من فيض".
وكانت دراسة قد نشرت في شهر فبراير/ شباط الماضي من العام الحالي، أشارت إلى أن السونار النشط المضاد للغواصات "متوسط التردد'' يتسبب في موت الحيتان المنقارية.
يُعتقد أن السونار يخيف الثدييات ويدفعها للظهور بسرعة كبيرة من الأعماق، مما يتسبب في الإصابة بالتخدير، وهي حالة يعاني منها أيضا الغواصون البشريون الذين يرتفعون من الأعماق بسرعة كبيرة.