قال رئيس تجمع القوى المدنية الجنوبية، عبد الكريم سالم السعدي، إن "ما يعرف بالنيران الصديقة عادة تكون من أسبابها سوء الإدارة والارتباك، ولكن في الحالة اليمنية وبعد كل المعطيات التي ظهرت في هذه المعركة تثير شكوكا كثيرة، وتؤكد بأن نيران التحالف ليست بريئة، بل خلفها مخططات ومشاريع".
وأضاف لـ"سبوتنيك": "صنعاء التي مضى على سقوطها بيد الميليشيات الانقلابية ما يقارب 6 سنوات وأكثر هي ظاهرة تؤكد عدم براءة نيران التحالف الصديقة من عمليات قصف الموالين لها من الشرعية، مع بقاء عدن والمناطق المحررة الأخرى بالحالة المدمرة التي هي عليها، حيث تفتقر لأبسط مقومات الحياة".
استعادة الدولة
وأوضح أن "هناك ظاهرة أخرى تؤكد أن التحالف لديه مشاريع أخرى خاصة تسبق المشروع اليمني الهادف إلى استعادة الدولة، وهى بناء الميليشيات ودعمها وتسليحها في الجنوب والشمال خارج إطار الشرعية، إضافة إلى أن الكثير من الشواهد تؤكد عدم براءة نيران التحالف الصديقة من دماء اليمنيين، ومنها تعدد القوى والميليشيات المسلحة وغياب الغرفة العملياتية الموحدة، وتعدد المحركين لفعلها على الأرض".
وحول أهداف تلك العمليات غير المعلنة بشكل مباشر، قال السعدي إن "النوايا التحالفية باتت غير سوية تجاه اليمن، وحشر قوات الشرعية والجيش الوطني في مربعات معينة لفترات تتجاوز السنة وأكثر هو ظاهرة أخرى تؤكد أن تلك النيران باتت غير صديقة، كما أن المماطلة والتسويف والترحيل التي تمارسه دول التحالف في مواجهة الملف اليمني، يؤكد بما لا يدع مجالا للشك بأن التحالف انتقل من مربع المنقذ والمحرر والمناصر لاستعادة الدولة، إلى مربع المخذل والمحتل والرافض لاستعادة الدولة بوجهها اليمني المتوافق عليه".
اشتباكات محفوفة بالمخاطر
قال الدكتور محمد عبد الهادي، رئيس اللجنة السياسية في مجلس الحراك الثوري الجنوبي في اليمن، إن "الاشتباكات في أبين وبخاصة في منطقة الشيخ سالم والطرية، والاشتباكات التي تحدث بين الحين والآخر بالأسلحة المتوسطة والثقيلة بين قوات الشرعية وقوات الانتقالي في أبين، مستمرة على تلك الوتيرة بعد أن توقفت حدة المعارك اليومية".
وتابع: "لكن الموقف العسكري لا يزال كما هو دون تغيير لحساب أي من الأطراف".
وأضاف لـ"سبوتنيك": "كان ضمن اتفاق الرياض أن يتم وقف المعارك وبدء الشق السياسي أولا، بحيث يتم تشكيل حكومة ومحافظ لعدن ومدير أمن، لكن تأخر تشكيل الحكومة إلى الآن قد يعني أن الترتيبات الأمنية والعسكرية لم تتم حتى الآن، ويبدو أن الإعلان سيتاخر إن لم يتم إنجاز أي عمل ملموس على الأرض".
استحالة الحلول العسكرية
قال القيادي في الحراك الجنوبي في اليمن عبد العزيز قاسم: "عند الحديث عن الخيارات الاستراتيجية للتحالف وبشكل خاص السعودية تجاه الحرب في اليمن خلال الفترة القادمة، لابد من أخذ الظروف الخارجية الإقليمية المرتبطة باليمن وتأثيراتها العميقة على المنطقة برمتها وليس على اليمن فحسب".
وأضاف في تصريحات سابقة لـ"سبوتنيك" إن "ما جرى من إقالات للقيادات في التحالف جاء نتيجة الارتباك والفشل في إدارة ملف الحرب رغم كل الامكانيات العسكرية والسياسية والمالية والإعلامية والدعم الأممي لجهود التحالف".
غياب الاستراتيجية وخيارات صعبة
وأشار القيادي في الحراك إلى أن السعودية أمام خيارات صعبة أحلاها مر، وفي ذات الوقت لديها خيار عبر الاتجاه جنوب اليمن لتعزيز سلطة الشرعية وإيجاد حالة من التوافق بين الانتقالي والحكومة الشرعية، وهو ما يلوح في الأفق من خلال لقاءات الانتقالي بالحكومة، عبر هذا يمكن للسعودية تحقيق جزءا من فرض شروط سياسية في تسوية شاملة مع الحوثيين تضمن عدم تهديد السعودية، رغم أن الاحتمال ضئيل في صمود التوافق بين الانتقالي وما يسمى بالحكومة الشرعية لاختلاف الأجندات والأهداف تبعا لكل طرف.
وتابع: "أمام هذا الوضع المتردي والمتدهور على صعد مختلفة ونتائجه ومآلاته القادمة، لا يمكن منطقيا تحميله لجهة واحدة بل ثمة عوامل كثيرة أنتجت هذا الكم الهائل من الأزمات والفشل، منها ما يتعلق بغياب الاستراتيجية والمشروع الواضح لدى السعودية، باعتمادها على الثقل المالي دون رقابة ودراسة طبيعة القوى وأهدافها التي يصب هذا الدعم لصالح مشروعها الخاص، وشيء آخر من أسباب الفشل هو تعاطي السعودية مع دوائر اجتماعية مغلقة تقليدية باستراتيجية عفى عليها الزمن وتغييبها للقوى السياسية والعسكرية التي تمتلك الخبرات والكفاءة العلمية".
وتابع: "كان الأولى البدء بتنفيذ الجانب السياسي باعتباره سببا وليس نتيجة".
وتقود السعودية، منذ مارس/ آذار 2015، تحالفا عسكريا من دول عربية وإسلامية، دعما للحكومة اليمنية المعترف بها دوليا، في سعيها لاستعادة العاصمة صنعاء ومناطق واسعة في شمال وغرب اليمن، سيطرت عليها الجماعة أواخر 2014.
وفي المقابل تنفذ جماعة "أنصار الله" هجمات بطائرات دون طيار، وصواريخ باليستية، وقوارب مفخخة تستهدف قوات سعودية ويمنية داخل اليمن، وداخل أراضي المملكة.