وتضم شركات المروحيات القابضة 5 معامل لتصنيع الطائرات، كما تضم عدة شركات تنطوي تحت جناحها، وأحد هذه المصانع هو أولان-أودي في جمهوريا بورياتيا في جنوب شرق سيبيريا.
تفرد المروحيات الروسية
وفي جولة ضمن معمل أولان-أودي التقت "سبوتينك" مع كبير المهندسين في المصنع سيرغي سولومين، والذي بدأ العمل هناك منذ عام 1979، وأصبح كبير المهندسين منذ عام 1995، ومنذ ذلك اليوم وحتى هذه اللحظة وبعد أن بلغ الستين من عمره لا يزال سولومين يمارس عمله بشكل يومي مرافقا عمليات الإنتاج منذ أول لحظة، وحتى خروجها بشكل كامل لتسلم للعميل.
وكان أول ما تحدث المهندس سولومين هو تفرد صناعة الطائرات المروحية في روسيا وخصوصا في مصنع أولان-أودي، ونوه بأن هذا التفرد يكمن في حقيقة أن مثل هذه الشركة الكبيرة المملوكة من قبل الدولة كانت قادرة عمليا على تركيز جميع الموارد الفكرية والمرافق الإنتاجية، مع مستوى عال من الخدمات اللوجستية.
ويتابع: "يضاف إلى ذلك تطوير القاعدة والأسس التقنية لإنتاج المروحيات، حيث تواصل الشركة المفاجآت في مجال تكنولوجيا الطائرات المروحية الحديثة، والتي في رأيي ستخلق أساسا كبيرا للمستقبل".
أما بالنسبة لتفرد طائرات المروحية الروسية نفسها، فيكشف كبير المهندسين أن لوائح وقواعد الطيران الروسية تختلف عن الأنظمة البريطانية أو الأمريكية، ويوضح: وفقا للقواعد الروسية فإن متطلبات وهوامش الأمان أعلى قليلا، لذلك قد تبدو الطائرات الروسية أثقل وفقا لوجهة نظر الخبراء.
ويضيف: "لكنها أكثر موثوقية وتسمح بالعمل في ظروف قاسية وصعبة للغاية، سواء كانت في مناطق منخفضة الحرارة أو عالية، وفي ظروف تعرضها للرمال، ونحن نعلم جيدا جميع المزايا والعيوب التي لدينا".
الاختلافات بين الطائرات
ويوضح كبير المهندسين في مصنع أولان-أودي عن الاختلافات بين الطائرات المصنوعة للاستهلاك الداخلي وبين مثيلاتها المعدة للتصدير، بقوله: "تختلف المروحيات المعدة للتصدير عن المروحيات المصنعة للإنتاج المحلي، بكون المصنعة بغرض التصدير تنتج بناء على رغبة العملاء، حيث يتواصل المصنع مع الزبائن من مختلف أنحاء العالم وممثلي الدول المختلفة، حيث يقومون بحجز مروحيات وفق المتطلبات الخاصة بهم، أبسطها الميل لاستخدام أنظمة الملاحة عبر الأقمار الصناعية".
ويكمل: "هناك العديد من البلدان تفضل أن يكون على متن مروحياتها وسائل الاتصال المعتادة أو مختلفة، ويتم استكمال ذلك مباشرة أثناء عملية الطلب والتجميع، لذلك لا يتم إنتاج كل شيء في مصانعنا، بل نشتري أحيانا عددا كبيرا من المكونات، إن كان من الشركات الروسية الأخرى، أو من الشركات الأجنبية في بعض الأحيان".
ويواصل سولومين كلامه عن الاختلاف بين الطائرات، ويقول: "ينتج معمل أولان-أودي مروحيات لكبار الشخصيات وبمواصفات خاصة، وقد تختلف إلى حد ما عن المروحيات العادية، ويشير كبير المهندسين إلى أن هذه المروحيات تختلف عن بعضها البعض بالمعدات الخاصة بالركاب".
ويتابع: "هناك بعض الأمور التي قد تختلف بين مروحية والأخرى، من ناحية الأجهزة الموجودة على متن الطائرة، مثل المواقد والغلايات والمراحيض، وهناك نسخ من المروحيات يمكن تحويلها خلا وقت قصير من طائرة ركاب إلى طائرة شحن أو طبية أو غيرها".
ويضيف كبير المهندسين: "طائرات النقل الخاصة ليست بالضرورة أن تكون باهظة الثمن أو أنيقة للغاية، فيمكن استخدامها لنقل المدراء أو الشخصيات الكبيرة، وهذا يمكن تنفيذه لدينا بكل سهولة".
الاختبارات
وأثناء حديث المهندس المختص في مجال المروحياتفي المجال التقني، تطرق سولومين إلى موضوع الاختبارات التي تخضع لها المروحيات قبل وضعها في الاستخدام، ويشرح ماهية هذه الاختبارات بقوله: "كل طائرة مروحية يجب أن تخضع لعدة اختبارات قبل إطلاقها، وهما نوعان الأول لقدرة التحمل قبل التحطم، وللديناميكية والاهتزازات، والثاني هو اختبار لأنظمة ووحدات الطائرة المختلفة، حيث يخضع كل جزء منها لاختبار بشكل منفصل".
شركة بقدرات كبيرة
ويتكلم المهندس الروسي عن شركة "مروحيات روسيا" بكونها واحد من أكبر الصناع على مستوى العالم، ويقول: تمتلك شركة مروحيات روسيا 5 مصانع رئيسية لتصنيع الطائرات بشكل كامل، وكل مصنع فيها هو كيان قانوني مستقل بحد ذاته، لكنهم جميعا جزء من الشركة القابضة مروحيات روسيا، ويتم المنتجات المبتكرة يتم إنشاؤها بشكل مشترك.
ويؤكد سولومين بأنه لا يوجد تراخيص لتصنيع المروحيات الروسية حتى الآن في الخارج، وإنما توجد مراكز للإصلاح والخدمة، وعلى الرغم من وجود خبرات في مثل هذه التجارب، فقد ساعدت روسيا الهند على إنتاج طائرات ميغ-23 وميغ-27، لكن في مجال المروحيات لا توجد مثل هذه المشاريع حتى الآن.
ويكمل: "يوجد شركة قابضة هي "مروحيات روسيا" وهي اللاعب الرئيسي في سوق الصناعات الروسية، ومن أجل شراء طائرة يجب الذهاب إليهم أولا، وضمن هذه الشركة كل مصنع متخصص في منتجاته الخاصة".
التعاون مع العملاء
وعند سؤاله عن المشروع المشترك الهندي الروسي حول طائرة "كا-226 تي"، يقول كبير المهندسين في المصنع بأن الحديث هنا يجري عن نسخة جديدة من مروحية "كا-226" بإنتاج محلي في مصنع أولان-أودي، وبأن المشروع القادم هو توطين الإنتاج مباشرة في الهند، والمكتب الرئيسي للشركة يتابع هذا الموضوع.
ويستطرد: "نحن نعمل بعناية شديدة مع العملاء ونصغي إليهم بانتباه، ونشكل معا مهمة فنية متكاملة، وعلى هذا الأساس نوقع عقودا بشروط معينة، وفي حال النظر إلى المروحيات لدينا قد يبدو أنها متشابهة في المظهر، ولكن في الواقع هم مختلفون جدا عن بعضهم بعضا".