موسكو - سبوتنيك. وجاء في بيان البعثة الدائمة لروسيا لدى منظمة حظر الأسلحة الكيميائية: "في 23 أيلول/ سبتمبر، أرسلت البعثة الدائمة لروسيا لدى منظمة حظر الأسلحة الكيميائية مذكرة إلى البعثة الدائمة لألمانيا الاتحادية لدى منظمة حظر الأسلحة الكيميائية، تطالب فيها الجانب الألماني بتزويدنا بمعلومات شاملة بشأن ما يسمى قضية نافالني، وعلى وجه الخصوص "نتائج التحليلات والمواد الحيوية والعينات السريرية الأخرى" للمواطن الروسي".
وتابع البيان: "وفقًا للمعاهدة، والمقصود [معاهدة حظر الأسلحة الكيميائية]، فإن الجانب الألماني ملزم بتقديم رد على المذكرة في غضون عشرة أيام، وبناء على محتواها، سنقرر مسألة اتخاذ مزيد من الخطوات على أساس ما تنص عليه الاتفاقية".
وأعلنت الحكومة الألمانية، يوم 3 أيلول/سبتمبر، أن خبراء وزارة الدفاع للبلاد توصلوا إلى استنتاج يقول إن نافالني، الذي يخضع حاليا للعلاج في برلين واستفاق من الغيبوبة في الأسبوع الماضي، تم تسميمه بمادة أعصاب من مجموعة "نوفيتشوك"، لكن لم يتم حتى الآن عرض أي معطيات تؤكد هذه الفرضية.
وقالت برلين، في وقت سابق: "إن مختبرين فرنسي وسويدي أجريا فحوصات مستقلة أكدت تسميم الناشط والمدون الروسي بمادة "نوفيتشوك"، مشيرة إلى أن منظمة حظر الأسلحة الكيميائية أيضاً تجري أبحاثها الخاصة بناءً على طلب برلين".
وسبق أن دعت السلطات الروسية مرارا إلى ضرورة عدم الاستعجال في الاستنتاجات الخاصة بصحة نافالني، مشككة في فرضية تسميمه، وأكدت استعداداها للتعاون لكشف ملابسات الحادث، فيما طلبت من ألمانيا تقديم المعلومات المتوفرة لديها حول القضية، وهو ما لم يحدث حتى الآن.
وفي يوم دخول نافالني إلى المستشفى، بدأ مكتب المدعي العام والشرطة في إجراء التحقيق. وقالت السفارة الروسية في برلين: إنها "تتوقع أن يستجيب الجانب الألماني بأسرع وقت ممكن، لطلب مكتب المدعي العام الروسي في 27 آب/ أغسطس، بشأن تقديم المساعدة القانونية في قضية نافالني.
وقال دميتري بيسكوف، المتحدث باسم الرئاسة الروسية: إن "روسيا مهتمة وتريد توضيح الموقف، ولذلك نحتاج إلى معلومات من ألمانيا، وهي ليست متوفرة بعدز كما لفت بيسكوف إلى أن إجراءات التحقيق في الوضع مع نافالني مستمرة بالفعل، وإذا تأكد وجود مادة سامة، فسيتم فتح القضية بحكم القانون.
في 7 أيلول/سبتمبر الجاري، أعلنت عيادة "شاريتيه" تحسن حالته الصحية وخروجه من الغيبوبة وفصله عن جهاز التنفس الاصطناعي. وفي يوم الثلاثاء الماضي، وفي يوم 15 من ذات الشهر، نشر نافالني صورته الأولى بعد خروجه من الغيبوبة وقال إنه كان قادرًا على التنفس بمفرده طوال اليوم السابق.
في وقت سابق، رأى وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، أن "الوضع مع المدون أليكسي نافالني، يشبه ما حدث مع الضابط السابق في الاستخبارات العسكرية الروسية، سيرغي سكريبال، وابنته يوليا، عندما قدمت لندن للاتحاد الأوربي ما لديها من معلومات بنفس الطريقة".
وجهت السلطات البريطانية، في 4 آذار/مارس 2018، بعد حادثة تسميم الضابط السابق في الاستخبارات الروسية، سيرغي سكريبال وابنته في سالزبوري، والتي أثارت صدى دولي كبير، الاتهامات إلى روسيا بالتورط في التسميم، الأمر الذي نفته موسكو بشكل قاطع مؤكدة أنها تخلصت من كل الأسلحة الكيميائية لديها، وبإشراف من منظمة حظر استخدام الأسلحة الكيميائية.
وقال وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، أن "قضية سكريبال" مبعثرة بسبب عدم وجود أي دليل على إدانة روسيا.
وفي 27 آب/أغسطس 2018، تم تطبيق العقوبات الأولى ضد روسيا في قضية سالزبوري. ثم حظرت الولايات المتحدة توريد السلع ذات الاستخدام المزدوج لروسيا. وبالإضافة لذلك، فور وقوع حادث سكريبال، أعلنت واشنطن إغلاق القنصلية العامة الروسية في سياتل، وطرد 60 دبلوماسيًا روسيًا للاشتباه في تجسسهم