وقام العلماء في ذلك الوقت بتجميد العفن الأصلي الذي ظهر في طبق فلمنج، بهدف الحفاظ عليه ودراسته بشكل معمق والاستفادة منه مستقبلا.
وقال العالم والاستاذ الجامعي في "أكسفورد" تيم باراكلو: "بعد هذه الفترة الطويلة التي قضاها العفن بالتجميد، ينمو مرة أخرى بكل بساطة".
وأضاف باراكلو: "ما عليك سوى أخذ قطعة صغيرة من العفن المجمد في هذا الأنبوب ووضعه في طبق مناسب وسينتشر بسرعة كبيرة".
وعبر العالم عن دهشته، قائلا: "لقد أدركنا، أنه لم يقم أحد بتسجيل تسلسل جينوم هذا البنسلين الأصلي، على الرغم من أهميته التاريخية للتجارب".
واستخدم الفريق المعلومات الجينية لمقارنة البنسلين المنتج في عهد فلمنج مع سلالتين من البنسلين في أمريكا تستخدم على نطاق واسع لإنتاج المضادات الحيوية الصناعية.
ولاحظ الفريق وجود اختلاف بين النوعين، من حيث المعلومات الجينية، بين البنسلين التي ينتجه العفن الأصلي الأول وبين البنسلين المصنع، وهو ما خالف توقعاتهم، بحسب البحث المنشور في مجلة "Scientific Reports".
ونوه الباحث إلى أن الهدف من هذه العملية هو البحث عن الاختلافات التي تطورت بشكل طبيعي في أنواع المضادات الحيوية المختلفة والتي من شأنها أن تلقي الضوء على كيفية تعديل إنتاج المضادات الحيوية في المستقبل للمساعدة في "المعركة ضد الجراثيم والفيروسات".
وقال باراكلو: "قد يقدم لنا بعض الاقتراحات حول كيفية محاولة تحسين استخدامنا أو تصميم مضادات حيوية جديدة لمكافحة البكتيريا".
وأدرك ألكسندر فلمنج (مكتشف أول مضاد حيوي في العالم) أن اكتشافه يمكن أن يتعرض للخطر بسبب مقاومة المضادات الحيوية طبيعيا وحذر من المخاطر حول هذا الشأن، في المحاضرة التي ألقاها أثناء حصوله على جائزة نوبل في عام 1945، بحسب "سي إن إن".
وقال فلمنج: "قد يأتي الوقت الذي يمكن فيه لأي شخص في المتاجر شراء البنسلين، لكن هناك مخاطر تتمثل من عدم معرفة الجرعات بشكل دقيق، ما يعرض ميكروباته لكميات غير قاتلة من الدواء، يجعلها مقاومة للمضاد".