لكن أحد أفراد أسرته في مسقط قال لصحيفة "ذا ناشيونال" التي تتخذ من أبوظبي مقرا لها إن طلبه للتقاعد في عمان قد تم قبوله الآن بسبب عمره، مضيفا: "لقد أراد دائما أن يقضي أيامه الأخيرة في بلد أسلافه والآن هو سعيد لأنه قادر على فعل ذلك".
يرتبط عبد الله السعيد بصلة قرابة بعيدة مع سلطان عمان الحالي، هيثم بن طارق آل سعيد، الذي يشترك معه في نفس النسب من العائلة المالكة.
بدأت رحلة السلطان السابق الطويلة وغير المتوقعة في جزر زنجبار المحاطة بأشجار النخيل، ثم ملاعب الجولف المجنونة والمتنزهات الترفيهية في "ساوث سي" البريطانية وأخيرا إلى مسقط، بعد انتهاء فترة حكمه القصيرة الأمد بالثورة.
أصبح عبد الله سلطانا لزنجبار بعد وفاة والده في يوليو/ تموز عام 1963، لكن في ديسمبر/ كانون الأول من ذلك العام، منحت سلسلة الجزر - على بعد 22 ميلاً قبالة ساحل تنزانيا - الاستقلال عن بريطانيا، وبعد شهر واحد فقط أطيح بالسلطان في تمرد، وأعلنت الجمهورية.
وبحسب هيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي" إن الأغلبية الأفريقية أطاحت بحكم النخبة العربية بالأرخبيل في ثورة يسارية جارفة ودموية قام بها حوالي 600 رجل مسلح تحت قيادة القائد الشيوعي، جون أوكيلو، وحظيت بدعم كبير من السكان الأفارقة.
لكن تعرض الآلاف من العرب لمذابح في أعمال شغب وفر الآلاف من الأرخبيل الذي أصبح بعد ذلك جمهورية زنجبار وبيمبا الشعبية.
وفقا لدائرة المعارف البريطانية، فعندما استولى العرب (العمانيون) على مومباسا من البرتغاليين في عام 1698، أصبحت زنجبار وبيمبا تابعة للحكام العرب في عمان، ولأكثر من قرن تركوا حكم زنجبار لحكام محليين.
وكان أول سلطان يقيم في زنجبار هو سعيد بن سلطان، الذي استقر هناك بعد عدة زيارات قصيرة بعد عام 1830، ثم وسع نفوذه إلى حد كبير على طول ساحل شرق إفريقيا.
وبعد وفاته عام 1856 انقسمت السلطنة بين ولديه إلى سلطنتين إحداهما في عمان والأخرى في زنجبار، وتحولت الأخيرة إلى محمية بريطانية بعد وفاة السلطان برغش بن سعيد.
وفقا لصحيفة "نيويورك تايمز"، دفعت الحكومة البريطانية 100 ألف إسترليني للسلطان السابق عبد الله، بعد تدهور وضعه المالي واضطراره للإقامة في فندق متواضع، ما ساعده على الاستقرار بأحد المنازل شبه المنفصلة في هامبشاير.