تيار الثورة السودانية يكشف الأهداف غير المعلنة في تصريحات "حميدتي" الأخيرة

كشف المتحدث باسم تنسيقية تيار الثورة السودانية القومي وعضو مكتب الاتصال الخارجي المعز مضوي، عن أن تصريحات الأخيرة للنائب الأول لرئيس مجلس السيادة السوداني الفريق محمد حمدان دقلو (حمدتي) تحمل الكثير من النقاط الهامة، التي نتجت عن دراسة لنبض الشارع ومعاناته نتيجة الفشل الحكومي في مختلف المجالات.
Sputnik

وقال مضوي لـ"سبوتنيك" اليوم الأحد، "نحن نرى أن فشل الحكومة الاقتصادي وعجزها عن حل الأزمات في الشارع ستؤدي إلى سقوط تلك الحكومة عاجلا أم آجلا، لكن حمدتي درس نبض الشارع الذي أصبح الآن غاضبا جدا من آداء الحكومة وعدم قدرتها على توفير أبسط مقومات الحياة للشعب، لذا هو يحاول أن يقفز فوق الموجة الاحتجاجية المتوقعة قريبا نتيجة تكاثر الأزمات التي مرت بها البلاد في الفترة الأخيرة ومن ضمنها السيول والفيضانات".

ما علاقة المؤتمر الاقتصادي الأول في السودان بشروط صندوق النقد الدولي؟

وتابع مضوي: "أما ما يتردد حول انقلاب ناعم في السودان، لا اعتقد أن المشهد الحالي يسمح بمثل هذا، حيث أن قوى الثورة مازالت متماسكة من قوى شبابية ولجان المقاومة، والتي لن تقبل نهائيا بوجود العسكر أو القيام بأي انقلاب من أي جهة كانت في المشهد الآن، والشارع يرى أن حميدتي والمجلس العسكري فرضوا فرضا، أو تسللوا إلى المشهد السياسي من خلال الاتفاق الذي تم مع قوى الحرية والتغيير، بدعوى أنها شراكة مؤقتة في الفترة الانتقالية لدعم الثورة وليس للحكم، لأن وجود العسكر في السلطة مرفوض تماما لدى القوى الثورية والشعب السوداني، وحميدتي يمثل أكثر الأطراف المرفوضة من الشارع وهم "الجنجويد" والتي انتهكت حقوق الإنسان وارتكبت جرائم ضد الإنسانية وجرائم حرب وإبادة جماعية  في دارفور، لذا لن يكون حميدتي مقبول نهائيا سوى بمحافظته على المشهد القائم، ولو حاول تغيير المشهد الآن سوف يفقد ما لديه من سلطات وصلاحيات، فقط الوثيقة الدستورية هى من تعطيه تلك الصلاحيات، فليس لديه قاعدة شعبية أو قوة دولية تدعمه سوى الإمارات فقط  وهى من تدعمه من أجل ملف اليمن وبعض المواضيع المتعلقة بالموانئ".

البرهان وحمدوك يدشنان مؤتمر السودان القومي للاقتصاد

وأشار المتحدث بأسم تنسيقية تيار الثور إلى أن ما يملكه حميدتي من دعم داخلي وخارجي لا يكفي لوصوله إلى سدة الحكم في البلاد وسط تلك القوى السياسية المتواجدة على الساحة والتي تحظى بدعم أكبر، على سبيل المثال قوى الحرية والتغيير مدعومة من المجتمع الدولي والشارع ، كما أن الحركات المسلحة لديها دعم دولي ومعها سلاح ومقبولة من جانب قوى الثورة، وهذا ينفي فرضية الانقلاب، ويتوقع أن تكون الحركات المسلحة التي وقعت على اتفاق السلام في جوبا بجنوب السودان "حاضنة جديدة" ويراد تشكيل حكومة جديدة منها، وهذا لا نستطيع أن نسميه انقلابا، بل نعتبره صراع سياسي نحو الجهاز التنفيذي لتشكيل الحكومة القادمة.

وأوضح المتحدث باسم تنسيقية تيار الثورة، أنه "قد تكون هناك تفاهمات بين حمدتي وبعض الفصائل المسلحة لتشكيل حكومة جديدة، بالإضافة إلى حزب الأمة والمؤتمر السوداني، والتي ينضوي معظمها تحت تحالف نداء السودان، والذي يمكن أن يعقد صفقة مع حميدتي والمجلس العسكري لتشكيل حكومة جديدة بدلا من حكومة حمدوك والتي لن تصمد طويلا، وقد يتم تغير حمدوك أو الإبقاء عليه، نظرا لأنه من الصعب أن تكون هناك شخصية تلقى قبولا  الآن وسط هذا التزاحم، أما حمدوك فمازال يحافظ على بعض الشعبية لدى لجان المقاومة والقوى المستقلة".

السودان يعلن حالة الطوارئ الاقتصادية

قال محمد حمدان دقلو "حميدتي"، النائب الأول لرئيس المجلس السيادي السوداني وقائد قوات الدعم السريع، إن "السلطة الانتقالية في بلاده فشلت وأن الشعب لم يفوض أحدا ليحكمه".

وأضاف خلال تجمع شعبي أمس السبت: "لقد فشلنا كثيرا والبلاد بهذا الشكل لا تمضي قدما، يجب الاتفاق على رؤية تجمع كل الناس، والإقصاء لن يساعد في الذهاب إلى الأمام".

وتابع: "منذ بداية التغيير ظهرت جماعة تسيدت المشهد واستحوذت على كل شيء"، لافتا إلى أنه تعرض للشيطنة بسبب "قول كلمة الحق".

وطالب حميدتي الشعب بأن يقول رأيه واضحا وألا يلتزم بالصمت، مضيفا أن السودانيين "لم يفوضوا حميدتي ولا برهان ولا حرية وتغيير".

ويواجه السودان أزمات اقتصادية وعقوبات دولية، دفعت البلاد إلى حافة الاحتجاجات، ما أسفر عن الإطاحة بالرئيس السابق عمر البشير في أبريل/ نيسان 2019، والبدء في فترة انتقالية يأمل السودانيون أن تلبي طموحاتهم وتقود لانتخابات بالبلاد.

مناقشة