وبحسب صحيفة "forbes" الأمريكية، فقد قامت قاذفتان أمريكيتان من طراز "B-52" بعملية محاكاة هجوم على منطقة روسية "محصنة" في أوروبا الشرقية.
وأشارت الصحيفة إلى أن هذه العملية هي عبارة عن "محاكاة قصف مدينة كالينينغراد من ضمن تدريبات تم إجراؤها استعدادًا لحملة عسكرية لإغلاق ثغرة مهمة في واحدة من أضعف مناطق الناتو"، بحسب المصدر.
وعبرت القاذفتان ممر "سوالكي" بين منطقة كالينينغراد وبيلاروسيا، ثم اتجهتا شمالًا بالقرب من السويد، لتعودا مرة أخرى إلى القاعدة البريطانية.
واعتبرت الصحيفة أن هذه العملية سمحت بتحليق القاذفات (ذات الثمانية محركات) في المسار "بشكل فعال" حول كالينينغراد، وهو (منطقة روسية تقع على بحر البلطيق بين بولندا وليتوانيا). وانضمت مقاتلات "تايفون" التابعة لسلاح الجو الإيطالي إلى طائرات "B-52" عند عبورها لاتفيا.
ونوهت الصحيفة إلى أن السبب من هذه العملية التدريبية على تنفيذ هجوم على هذه المنطقة هو أن كالينينغراد الروسية تشكل "شوكة أو قلعة روسية في خاصرة الناتو"، وهي "تعج بصواريخ الدفاع الجوي من نوع "إس 300" و"إس 400"، بالإضافة إلى الصواريخ المضادة للسفن وصواريخ "إسكندر"، بحسب المصدر.
وتعتبر القاذفتان من نوع "B-52" اللتان حلقتا بالقرب من كاليننغراد يوم الجمعة الماضي، من ضمن مجموعة من 6 قاذفات أمريكية أرسلت من قاعدة "مينوت" الجوية التابعة لسلاح الجو الملكي البريطاني في منطقة فيرفورد في 22 أغسطس/ آب الماضي.
يذكر أن، مركز أبحاث "RAND California" قام بمحاكاة هجوم روسي على ممر "سوالكي" في عامي 2014 و 2015، وأتت النتائج صادمة بالنسبة لحلف "الناتو" حيث أكد المركز أن القوات الروسية ستكون قادرة على تعبئة 25 كتيبة من 10 آلاف جندي، بسرعة كبيرة لتنفيذ الهجوم، بينما سيكون حلف "النتاو" قادر على جمع 17 كتيبة فقط مع 6800 جندي فقط.
وعندما قام المركز بمحاكاة حدوث معركة بين الطرفين، كانت النتائج "رهيبة بالنسبة للناتو"، حيث أظهرت البيانات أن القوات الروسية الثقيلة تفوق تعداد قوات "الناتو" الخفيفة في التسليح، وأشارت النتائج، بحسب المركز، إلى أن القوات الروسية ستكون قادرة على تجاوز قوات "الناتو"، حتى أن مشاتهم لن يستطيعوا التراجع بنجاح، وسيتم "تدميرها على الفور".
ويشار إلى أن القاذفات الأمريكية تنفذ اختراقات متكررة للمجال الجوي الروسي، مما يستدعي قيام المقاتلات الروسية باعتراضها، كان آخرها الأسبوع الماضي، حيث أشار بيان المركز الوطني لإدارة الدفاع التابع لوزارة الدفاع الروسية، اليوم الأربعاء، إلى أن وسائل التحكم والسيطرة على المجال الجوي فوق المياه الدولية للبحر الأسود رصدت هدفين يقتربان من الحدود الروسية، وقد حلقت مقاتلتان من طراز سو-27 تابعتان لقوات الدفاع الجوي للمنطقة العسكرية الجنوبية للتعرف على الهدفين.
أعلن سيرغي رودسكوي، رئيس إدارة العمليات الرئيسية في هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة الروسية، الجمعة الماضية، أن السفن الحربية التابعة للناتو بدأت في البقاء في البحر الأسود لفترة أطول بمقدار الثلث مقارنة بالعام الماضي.
وقال رودسكوي في إحاطة صحفية في مركز إدارة الدفاع الوطني الروسي "لا يزال عدد الدخولات إلى البحر الأسود من قبل السفن الحربية التابعة للناتو مرتفعًا. وزادت المدة الإجمالية لبقائهم من يناير إلى سبتمبر بنسبة 33% مقارنة بالعام الماضي. ما يصل إلى 40% منهم حاملات أسلحة دقيقة بعيدة المدى".
ووفقا للجنرال سوروفيكين، قد قامت طائرات تابعة للقوات الفضائية الجوية الروسية خلال شهر آب/ أغسطس وحده بـ27 طلعة بمهمة اعتراض طائرات استطلاع أجنبية فوق مياه بحر البلطيق وبحر بارنتس والبحر الأسود وبحر أوخوتسك.