وشهدت الخارطة العسكرية في سوريا خلال السنوات الأخيرة تغيراً كبيرا، حيث لعبت القوات الروسية دورا حاسما بدعم الجيش السوري في مكافحة الإرهاب واستعادته السيطرة على مناطق واسعة من البلاد.
وأكد الخبير العسكري العميد المتقاعد علي مقصود، في تصريح خاص لـ "سبوتنيك"، أن "الحرب العسكرية على سوريا انتهت بانتصار حقيقي، وخاصة في معادلة الميدان التي أرستها الهزيمة الكبرى للإرهاب، وبالتالي عودة الاستقرار والأمن إلى سوريا".
وأوضح مقصود أن "ما تم إنجازه خلال الأعوام الخمسة الماضية من استعادة دمشق السيطرة على حوالي 90 % من الجغرافيا السورية بدعم روسي هو عملية مركبة عبر العمل العسكري ومسار المصالحات الذي رعته موسكو، بدأت في حلب حيث استطاع الجيش السوري عبر الحليف الروسي إخراجها من البزار السياسي وتحرير أحيائها الشرقية وأجزاء واسعة من الريف، إضافة إلى تحرير الغوطة وأرياف دمشق وحمص وحماة وإدلب والجنوب السوري والبادية السورية واستعادة كل من دير الزور والميادين والبوكمال".
وأشار العميد مقصود إلى "أن هذه الانجازات حققها الجيش السوري بفضل الدعم الكبير من الحلفاء وعلى رأسهم روسيا الاتحادية، التي كان لوجودها دورا كبيرا على الصعيد العسكري والسياسي، مؤكدا أن موسكو استطاعت خلال هذا السنوات من تغير مواقف الدول الكبرى وخاصة الغربية من القضية السورية.
وتابع الخبير العسكري بالقول إن "الحضور الروسي بات فعلاً مرحبا به في معظم الدول، لأن موسكو أقامت علاقات مع كل الدول والأطراف من خلال تصديها للإرهاب الذي يهدد أمن واستقرار العالم، وهو ما جعل منها دولة عظمى تمسك بكل الأوراق، حيث قلصت دور واشنطن، الذي بات مرفوضاً من كل الدول الاقليمية، ليحل محله الدور الروسي، الذي يحترم حلفاءه ويقيم شراكاته على احترام سيادة هذه الدول والقانون الدولي والشرعية الدولية".
من جانب آخر، لفت العميد مقصود إلى "أن التدخل الروسي في السنوات الماضية لعب دورا حاسما في تحسين البينة العسكرية القتالية للجيش السوري من خلال إمداده بأحدث أنواع السلاح والعتاد، كمنظومة الدفاع الجوي (اس 300) ودبابات (تي 92) ومقاتلات السوخوي والحوامات وعلى رأسها حوامة "صياد الليل"، التي تعتبر من أفضل أنواع الحوامات القتالية، التي تفوقت على "الأباتشي"، إضافة إلى طائرات الدرون بنوعيها الاستطلاعي والهجومي عبر صواريخ صغير قادرة على تدمير مقرات الإرهابيين، وقاذفات الصواريخ، التي تم تقديمها في الأسابيع القليلة الماضية، والتي تعتبر من أحدث أنواع القواعد المضادة للدروع ومسافتها تزيد عن 100 كم، وهي موجهة وذكية ودقيقة وقادرة على تدمير 6 أهداف بنفس اللحظة.
يذكر أن وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو، أعلن الأربعاء عن تصفية أكثر من 133 ألف إرهابي في سوريا بينهم 4500 من الاتحاد الروسي ودول رابطة الدول المستقلة، وذلك منذ بدء مشاركة القوات الروسية في الحرب على الإرهاب عام 2015 موضحا، أنه تمت تصفية 865 من قادة التنظيمات الإرهابية، كما أكد أن تنظيم "داعش" لم يعد موجوداً في سوريا ولم يدخل إلى روسيا إرهابي واحد.
وشكل التدخل العسكري الروسي غير المسبوق في سوريا في الـ 30 من أيلول عام 2015، نقطة تحوّل مهمة في تاريخ روسيا، حيث بدأت القوات الجوية الروسية عملية عسكرية بناء على طلب من دمشق لدعم جهود الجيش السوري في معركته ضد الإرهاب، أسفرت عن تدمير آلاف الأهداف للتنظيمات الإرهابية من عتاد وأسلحة متنوعة ومنشآت لإنتاج القذائف والعربات وسيارات وصهاريج تنقل النفط السوري المسروق إلى داخل الأراضي التركية.