فقد خرجت ليليان في الرابع من أغسطس/آب الماضي، والسعادة تغمرها أنها ستعود بهدية تدخل بها السرور على قلب زوجها، لكن خرجت ولم تعد إلى منزلها حتى الآن، وإنما عادت إلى مستشفى الجامعة الأمريكية، بعدما أصيبت في انفجار مرفأ بيروت الذي أحدث دمارا هائلا في المدينة.
ومنذ ذلك الحين لا تزال الفتاة اللبنانية ترقد في حالة غيبوبة معلقة بين الحياة والموت، حالتها الصحية دقيقة وصعبة، تاركة طفلها الذي لا يزال في شهور عمره الأولى وحيداً من دونها.
نبيه شعيتو والد ليليان روى لصحيفة "النهار" اللبنانية قصة إصابتها، قائلا: "حياتنا انقلبت رأساً على عقب، حالة ليليان اليوم بمثابة on/of، تفتح عينيها وتغلقهما لتغط في نوم عميق، دقات قلبها ما زالت متسارعة وحرارتها ترتفع بين الحين والآخر".
وأضاف: "وضعها الصحي صعب جداً ولكن ما يبلسم جراحنا أنها ما زالت على قيد الحياة. لم يكن أحد يتصور أنها حيّة وهي معجزة نشكر الله عليها، إلا أننا ندعو لها أن تعود إلينا على رغم معرفتنا أن الدرب ما زال طويلة جداً وتحتاج إلى الكثير من الوقت لتتحقق هذه الأمنية".
مستذكرا ما جرى مع ابنته، قال شعيتو: "جاءت ليليان إلى لبنان لتضع مولودها الأول بين أهلها وعائلتها الكبيرة، ولد ابنها الذي يبلغ من العمر 4 أشهر. وبعد شهرين على ولادته، قررت ليليان الخروج لأول مرة من المنزل لشراء هدية لزوجها بمناسية عيد ميلاده. كانت المرة الأولى التي تخرج فيها من المنزل وتترك ابنها معنا، ومنذ ذلك الحين لم تعد ليليان إلينا".
ويتابع: "لم يجرؤ أحد على مساعدة ليليان أثناء إصابتها، كانت الإصابة بليغة وظن كثيرون أنها فارقت الحياة. صودف وجود امرأة جست نبضها وعلمت أنها ما زالت على قيد الحياة، رفضت تركها واتصلت بشخص لمساعدتها على نقلها إلى المستشفى".
واستطرد، قائلا: "عند وصولها، رفض المستشفى استقبالها نتيجة إصابتها البليغة"، مشيرا إلى أن رد الأطباء كان: "مستحيل تعيش".
وأضاف: "لكن صهري أدخلها بالقوة وحملها بنفسه إلى غرفة العمليات. ومنذ شهرين تُقاوم ليليان في المستشفى، برأي الأطباء تحتاج إلى معجزة وبالنسبة إلينا مؤشرات الحياة وتحريكها يدها ورجلها وعينيها كفيلة في أن تبعث فينا الأمل".
ومع دموع فشل في حبسها، يقول والد ليليان إن حالتها صعبة وحرجة إلا أننا متمسكون بكل مؤشر حياة ترسله إلينا، مطالبا بالدعاء لها حتى تتعافى.
وختم الأب المكلوم، موجها حديثه إلى ابنته التي لا تسمعه: "الكل في انتظارك لتقومي من جديد، لترسمي الضحكة على وجوه كل من عرفك وأحبك".